هيئة تداول السلع الآجلة توافق على استخدام العملات المستقرة كضمان في أسواق المشتقات

أعلنت هيئة تداول السلع الآجلة الأميركية (CFTC) عن الموافقة على استخدام العملات المستقرة كضمان في أسواق المشتقات المنظمة. وكشفت الرئيسة بالإنابة كارولين فام عن هذه الخطوة ضمن جهود الهيئة المستمرة لتحديث النظام المالي وتبسيطه. ويهدف هذا التغيير في السياسة إلى تعزيز كفاءة رأس المال، وخفض التكاليف، وتمكين العملات المشفرة من الاندماج فعلياً مع التمويل التقليدي. كما تسعى الهيئة إلى الاستماع لآراء القطاع والجمهور حول كيفية تنفيذ هذه السياسة، حيث تستقبل التعليقات والمقترحات حتى 20 أكتوبر.

كيف ستستوعب أسواق المشتقات الضمانات من العملات المستقرة

يمكن أن يفتح الاقتراح الجديد للـ CFTC الباب أمام عملات مستقرة مثل USDC وUSDT ليتم قبولها كضمان، تماماً مثل النقد أو سندات الخزانة. وإذا تم اعتماد هذا التوجه، فسيُشكل تغييراً جوهرياً في طريقة إدارة المتداولين لضماناتهم في أسواق المشتقات. وسيتم الاعتراف بالأصول الرقمية أخيراً كفئة أصول معتمدة لاستخدامها كهامش في التداول.

ما الهدف من ذلك؟ وفقاً لكارولين فام، فإن هذا التحول قد يشكل محفزاً حقيقياً للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. كما ترى أن تحسين استخدام الدولار ورأس المال عبر الأسواق قد يخلق نقلة نوعية. فهي وسيلة لدمج تكنولوجيا البلوكشين مع التمويل التقليدي بدلاً من تقييد الابتكار بالبيروقراطية.

إضافة إلى ذلك، كانت الـ CFTC تمهّد لهذه الخطوة من خلال مبادرات مثل منتدى الرؤساء التنفيذيين للعملات المشفرة، فضلاً عن تطبيق توصيات فريق العمل الرئاسي للاستثمارات الرقمية. الخلاصة أن الهيئة تعمل على إدخال الأصول الرقمية ضمن البنية التحتية المالية السائدة.

قادة القطاع يدعمون توسع استخدام الضمانات المرمزة

استقبلت جهات كبرى في قطاع العملات المشفرة والعملات المستقرة، مثل Circle وTether وRipple وCoinbase وCrypto.com، هذا الإعلان بتفاؤل. وأكدت أن استخدام العملات المستقرة كضمان قد يساهم في خفض التكاليف ويفتح الباب أمام سيولة حقيقية تعمل على مدار الساعة.

وشدد جاك ماكدونالد من Ripple على أهمية وضع ضوابط قوية فيما يخص التقييم والحفظ والتسوية. وأوضح أن ذلك هو السبيل الوحيد لبناء الثقة المؤسسية في الأنظمة المالية المرمزة.

من جانبها، دعت الـ CFTC إلى تقديم الملاحظات والاقتراحات المكتوبة حتى 20 أكتوبر. وقد تطلق برامج تجريبية، أو تُدخل تعديلات على القواعد التنظيمية، أو تمنح صفة المراقب لبعض اللاعبين الرئيسيين في القطاع.

آفاق مستقبلية تعزز رؤية الضمانات المرمزة

تشير الخطوة الأخيرة للـ CFTC إلى نية واضحة لدمج الأصول الرقمية مع التمويل التقليدي، ما يمهد الطريق لدخول العملات المستقرة في الأطر المنظمة. وقد شهدت الأسواق طلباً متزايداً على توسيع استخدام الضمانات المرمزة في المعاملات المالية السائدة.

وإذا اكتسب هذا الانتقال زخماً، فقد تصبح العملات المستقرة عنصراً أساسياً في البنية الخلفية للأنظمة المالية، ما يربط أصول البلوكشين بالبنية التحتية الراسخة ويسهّل تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود.

وإذا نجحت الأسواق الأميركية فعلياً في إدماج العملات المستقرة في أساسيات تداول المشتقات، فقد يمنحها ذلك أفضلية كبيرة. كما سيؤدي إلى تعزيز السيولة، وتحسين الكفاءة، وربما منح الولايات المتحدة تقدماً على غيرها من الدول.

هل ستحدد العملات المستقرة مستقبل التداول؟

تُعد هذه الخطوة تطوراً بارزاً. فأسواق المشتقات الأميركية باتت أقرب من أي وقت مضى إلى اعتماد العملات المستقرة كضمان، وهو أمر طال انتظاره. والسماح بدخول الأصول المرمزة إلى المشتقات التقليدية يمثل خطوة واضحة من CFTC لتحديث أطر الضمانات.

لدى العملاء فرصة للتأثير في الاستراتيجية عبر فترة التعليقات المفتوحة والبرنامج التجريبي المرتقب. وقد نشهد تكاملاً حقيقياً بين الأصول الرقمية والأسواق المالية التقليدية، إذا تمكن المنظمون من تطبيق ضوابط صارمة وقرر قطاع العملات المشفرة المشاركة. من دون ذلك، سيبقى التكامل مجرد أمنية. الخلاصة؟ أخيراً، باتت العملات المستقرة أمام فرصة واقعية لتصبح لاعباً أساسياً في سوق المشتقات الأميركية.