« ميتاماسك » و« وولت كونيكت » تتعاونان مع منظمة SEAL لحماية المستخدمين من التصيّد الاحتيالي

أعلنت منظمة SEAL غير الربحية، المعروفة بمكافحتها لعمليات الاحتيال عبر الإنترنت، عن إطلاق شبكة عالمية لحماية المستخدمين من هجمات التصيّد الاحتيالي في الوقت الفعلي. وتشمل المبادرة شراكات مع بعض أكبر مزودي محافظ العملات الرقمية في القطاع، من بينهم « ميتاماسك » و« وولت كونيكت » و« باكباك » و« فانتوم »، بهدف تعزيز الحماية ضد الهجمات التي تستهدف مستخدمي العملات المشفّرة.

بناء شبكة عالمية لمكافحة التصيّد الاحتيالي

تعمل منظمة SEAL على مواجهة هجمات التصيّد وعمليات « استنزاف العملات » منذ أواخر عام 2023. وتُعرف هذه العمليات بأنها محاولات يقوم بها مجرمو الإنترنت لخداع المستخدمين ودفعهم إلى ربط محافظهم بمواقع مزيفة، مما يؤدي إلى سرقة أصولهم الرقمية خلال ثوانٍ معدودة. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الهجمات أكثر تعقيداً، إذ يستخدم القراصنة أساليب متطورة مثل إخفاء الهوية، وتبديل النطاقات بسرعة، واستضافة المواقع في خوادم خارجية لتفادي الكشف عنها.

وفي مواجهة ذلك، طوّرت SEAL أداة جديدة تُعرف باسم « تقارير التصيّد القابلة للتحقق »، والتي تتيح للمستخدمين في جميع أنحاء العالم الإبلاغ عن مواقع التصيّد الاحتيالي مدعومة بإثباتات مشفّرة.

تضمن هذه التقنية أن تكون كل بلاغات المستخدمين حقيقية وغير معدّلة، مما يمكّن SEAL من التحقق تلقائياً من محاولات التصيّد وحظرها في الوقت الفعلي. ومن خلال التعاون مع « ميتاماسك » و« وولت كونيكت » و« باكباك » و« فانتوم »، أصبح بإمكان شبكة SEAL دمج بلاغات المستخدمين مباشرة في أنظمة أمان المحافظ. ويمهّد هذا التعاون لبناء منظومة حماية متكاملة مصمّمة لاكتشاف روابط التصيّد ومنعها قبل أن يتفاعل المستخدمون معها.

مواجهة شاملة لعمليات الاحتيال في سوق العملات المشفّرة

يخوض قطاع العملات الرقمية معركة مستمرة ضد مجرمي الإنترنت. وتسعى الخطوة الأخيرة لمنظمة SEAL إلى تغيير موازين المواجهة من خلال لامركزية مكافحة التصيّد. فبدلاً من الاعتماد فقط على باحثي الأمن السيبراني لمراجعة البلاغات يدوياً، أصبح نظام SEAL الآلي يعالج البلاغات الموثقة على نطاق واسع، مما يقلل من التأخير والأخطاء البشرية.

وساهمت جهود المنظمة بالفعل في تعطيل نشاط مجموعات احتيال معروفة مثل « إنفيرنو درينر » و« أنجل درينر » و« إيس درينر ». ومع ذلك، تقرّ SEAL بأن القراصنة أصبحوا أكثر مرونة مع تحسن أدوات الدفاع، ولهذا صُممت الشبكة الجديدة لسد هذه الفجوة عبر إشراك مجتمع العملات الرقمية بأكمله في الإبلاغ والدفاع ضد التهديدات.

دعم من قادة القطاع لمهمة SEAL

أعرب كبار مزودي المحافظ عن دعمهم القوي لهذه الشراكة. وقال أوهم شاه، الباحث الأمني في « ميتاماسك »: « مجرمو التصيّد يلعبون معنا لعبة القط والفأر باستمرار. التعاون مع SEAL يمنح فرق المحافظ مثل ميتاماسك مرونة أكبر ويتيح لنا تطبيق أبحاث SEAL عملياً ».

ومن جانبه، شدّد ديريك راين، المدير التقني في « وولت كونيكت »، على أهمية التعاون قائلاً: « من خلال شراكتنا مع SEAL، نوسّع نطاق الحماية لدينا، إذ تزودنا المنظمة بقاعدة بياناتها الخاصة بنطاقات الاحتيال. يجب أن تظل أفضل ممارسات الأمان في صميم تطوير المحافظ ».

وأضاف أرمَاني فيرانتي، الرئيس التنفيذي لشركة « باكباك »، أن نظام الحماية الفوري من التصيّد الذي تقدمه SEAL يساعد المستخدمين على « التفاعل مع منظومة العملات المشفّرة بأمان وحرية ». أما كيم بيرسون، المهندس الأول في « فانتوم »، فقال إن الشراكة « ستعزز أمان النطاقات وتوفر حماية أفضل لمستخدمينا ».

مستقبل أكثر أماناً لمستخدمي Web3

تخطط SEAL لمواصلة تطوير أنظمة الكشف الخاصة بها لمواكبة أساليب التصيّد الجديدة. كما دعت مزودي المحافظ الآخرين والباحثين الأمنيين للانضمام إلى الشبكة. ومن خلال الجمع بين التحقق اللامركزي والتعاون العالمي، يمكن لمبادرة SEAL أن تمثل نقطة تحول في كيفية تعامل عالم العملات المشفّرة مع تهديدات التصيّد.

وفي ظل تطور هجمات الاحتيال وزيادة تعقيدها، يهدف هذا التعاون بين SEAL ومنصات المحافظ الرائدة إلى تحقيق هدف واحد: تمكين مستخدمي العملات المشفّرة من التداول والاستكشاف والبناء بثقة وأمان من جديد.