محاضر الفيدرالي ونتائج «إنفيديا» تمهّد لتقلبات مرتفعة

يستعد الاحتياطي الفيدرالي لنشر محاضر اجتماعه في أكتوبر، وهو ما يضع الأسواق العالمية في حالة ترقّب. الاجتماع السابق شهد خفضاً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليدور النطاق المستهدف حالياً بين 4.50% و4.75%. ويرغب مجتمع الأعمال في معرفة كيفية انقسام الآراء داخل اللجنة بشأن التخفيضات المقبلة. كما يطالب المستثمرون بمعلومات أوضح حول اتجاهات التضخم، واستقرار سوق العمل، وطبيعة النقاشات داخل الفيدرالي. وتتراجع حالياً توقعات خفض الفائدة في ديسمبر إلى نحو 48–49% مقارنة بالتقديرات السابقة.

نبرة تميل إلى التيسير قد تضعف الدولار الأميركي وتدعم الأصول عالية المخاطر. أما لهجة أكثر تشدداً فقد تدفع عوائد الخزانة إلى الارتفاع وتضغط على الأسهم والعملات المشفّرة.

التوظيف والتضخم يحددان النبرة

ستُظهر المحاضر كيف يقرأ مسؤولو الفيدرالي تراجع التضخم الذي بلغ 2.4% في أكتوبر. كما أن سوق العمل ما زال مستقراً، مع استقرار البطالة حول 4.3% ونمو ضعيف. عادةً ما تدعم اللهجة المتساهلة بشأن التضخم أو التوظيف موجات الإقبال على المخاطر. أما البيانات الاقتصادية الإيجابية فقد تعيد المخاوف من بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ما يضغط على العملات المشفّرة وأسهم التكنولوجيا.

وترتبط اتجاهات العملات العالمية بهذا المسار. فقد ساعد ضعف الدولار خلال 2025 على تدفق رؤوس الأموال نحو الأصول الرقمية والأسواق الناشئة. ويتفاعل Ethereum إيجابياً في العادة مع تحسن السيولة العالمية، ما يجعل رسالة الفيدرالي ذات أهمية خاصة في الوقت الحالي.

نتائج «إنفيديا» تضيف مزيداً من التقلب

تعلن «إنفيديا» نتائج الربع الثالث من سنتها المالية 2026 بعد إغلاق السوق في تمام الخامسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي. ولا تزال الشركة معياراً أساسياً لدورة الذكاء الاصطناعي العالمية. وتظل قضايا الهوامش، والطلب على الشرائح، وقيود الإمداد، والتعرض للسوق الصينية عناصر محورية. غالباً ما تتجاوز «إنفيديا» التوقعات، إلا أن توجيهاتها المستقبلية تسببت في مفاجآت حادة سابقاً. وتسعّر عقود الخيارات حالياً حركة تقارب 7% صعوداً أو هبوطاً بعد الإعلان. وقد يدفع تقرير قوي مؤشر ناسداك للصعود ويعزّز معنويات العملات المشفّرة، بينما يمكن أن تؤدي توجيهات ضعيفة إلى ضغط على أسهم الذكاء الاصطناعي وامتداد الهبوط إلى الأصول عالية المخاطر.

أسواق العملات المشفّرة تراقب المؤشرات الكلية

تحرك كل من Bitcoin وEthereum بشكل محدود بعد تراجع حاد. وتميل أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة إلى دعم تدفقات ETH، ومتطلبات التخزين (Staking)، واهتمام المؤسسات. كما قد تتفاعل العملات المشفّرة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع تقرير «إنفيديا». ويراقب المتداولون قطاعات مثل الحوسبة على السلسلة وبنية البيانات لما قد تحمله من زخم محتمل.

ويشكّل اجتماع الفيدرالي إلى جانب إعلان أرباح تقني كبير نموذجاً مزدوجاً للتقلب. وقد تتحرك الأسهم يومياً مع صدور مؤشرات السياسة. وفي تداولات ما بعد الإغلاق، يمكن أن تتغير الصورة بسرعة مع ما تقدمه «إنفيديا» من إشارات حول نمو الذكاء الاصطناعي. المتداولون يتجهون للحذر… والترقب سيد الموقف.