صناديق الإيثريوم الفورية تسجّل تدفقات أسبوعية بـ638 مليون دولار بقيادة فيديليتي

سجّلت صناديق الإيثريوم الفورية طلباً قوياً من المستثمرين الأسبوع الماضي. وبحسب بيانات «SoSoValue»، شهدت هذه الصناديق تدفقات صافية بلغت 638 مليون دولار بين 8 و12 سبتمبر، وهو ما يمثّل رابع أسبوع على التوالي من التدفقات الإيجابية، ويعكس تجدّد الثقة في الإيثريوم داخل السوق. وكان صندوق «FETH» التابع لفيديليتي أبرز المتفوقين، حيث استقطب تدفقات صافية بلغت 381 مليون دولار، وهي الأعلى خلال الأسبوع. ودفعت هذه النتائج القوية إجمالي تدفقات الصندوق التراكمية إلى 2.86 مليار دولار، ليصبح من بين أبرز صناديق الإيثريوم منذ إطلاقه.

كما شهد صندوق «ETHA» التابع لبلاك روك طلباً ملحوظاً، إذ أضاف 165 مليون دولار خلال الأسبوع. وبذلك شكّل صندوقا فيديليتي وبلاك روك الحصة الأكبر من المكاسب الأسبوعية، ما يوضح اهتماماً مؤسسياً قوياً بأكبر لاعبين في السوق. كما سجّلت صناديق أخرى مثل «ETHE» و«ETH» التابعين لغرايسكيل و«ETHW» التابع لبت وايز تدفقات معتدلة. ويُلاحظ أنه لم يسجل أي صندوق إيثريوم فوري تدفقات خارجة خلال الأسبوع، وهو ما يعكس دعماً واسعاً من المستثمرين.

بيانات سوقية قوية

تعكس البيانات السوقية الإجمالية لصناديق الإيثريوم صورة واضحة للنمو. فقد بلغت التدفقات الصافية التراكمية 13.36 مليار دولار بحلول 12 سبتمبر، في حين بلغ إجمالي صافي الأصول 30.35 مليار دولار. كما كان نشاط التداول قوياً، حيث تم تداول ما قيمته 2.55 مليار دولار في يوم واحد الأسبوع الماضي. ويحتفظ صندوق «ETHA» التابع لبلاك روك حالياً بأكبر حصة من الأصول، بإجمالي 17.25 مليار دولار تحت الإدارة، وهو ما يمثل نحو 3% من القيمة السوقية الكلية للإيثريوم.

ويأتي صندوق «FETH» التابع لفيديليتي في المرتبة الثانية بإجمالي 3.73 مليار دولار، بينما تواصل غرايسكيل إدارة أكثر من 8 مليارات دولار عبر صندوقيها. وتُظهر هذه النتائج أن صناديق الإيثريوم تبني قاعدة متينة إلى جانب صناديق البيتكوين، ما يخلق فرصاً إضافية للمؤسسات والمستثمرين الأفراد للحصول على تعرض للعملات المشفّرة عبر قنوات منظمة.

اهتمام مؤسسي متزايد

تؤكد التدفقات المستمرة تنامي اهتمام المؤسسات بالإيثريوم كأصل استثماري. وتتصدر شركات إدارة الأصول الكبرى، مثل فيديليتي وبلاك روك، هذا التوجه، ما يشير إلى ثقة بدور الإيثريوم طويل الأجل في النظام المالي. وبالنسبة لكثير من المستثمرين، فإن استخدامات الإيثريوم المتنامية في التمويل اللامركزي (DeFi) والتخزين مقابل العائد (staking) ورقمنة الأصول تجعله أكثر من مجرد عملة رقمية. وتوفّر صناديق الاستثمار المتداولة وسيلة منظمة وآمنة للوصول إلى هذه الفرص دون الحاجة إلى إدارة محافظ رقمية أو التعامل المباشر مع منصات التداول. كما يعكس الانتشار الأوسع لصناديق الإيثريوم المتداولة ارتياحاً متزايداً من الجهات التنظيمية تجاه المنتجات المعتمدة على الأصول المشفّرة، ومع تعزيز معايير الامتثال والأمان، من المرجّح أن يدخل مزيد من المستثمرين التقليديين السوق.

موقع الإيثريوم في السوق

حافظ الإيثريوم على موقع قوي في السوق رغم التقلبات الأخيرة. ويواصل الشبكة لعب دور محوري في بروتوكولات التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وتطبيقات العقود الذكية. ومع استقطاب الصناديق لمليارات الدولارات من التدفقات، تزداد قوة حجة الإيثريوم كأصل استثماري طويل الأجل. كما تساعد هذه التدفقات في تقليل ضغوط البيع على منصات التداول، إذ يؤدي حجز الإيثريوم ضمن المنتجات المؤسسية إلى تقليص المعروض المتداول فعلياً، ما قد يدعم استقرار الأسعار على المدى الطويل. ويرى مراقبون أن الزخم الحالي قد يستمر إذا بقيت معنويات السوق الإيجابية، كما أن غياب التدفقات الخارجة الأسبوع الماضي يعزّز من صورة الإيثريوم كأصل قادر على الصمود في ظل تزايد الطلب الاستثماري.

النظرة المستقبلية

تسلّط النتائج القوية لصناديق الإيثريوم الفورية الضوء على الدور المتنامي للمنتجات الاستثمارية المنظمة في قطاع الأصول المشفّرة. وتؤكد ريادة فيديليتي في التدفقات الأسبوعية مكانتها كاسم موثوق لدى المستثمرين المؤسسيين والأفراد على حد سواء. ومع تجاوز صافي الأصول الإجمالية حالياً 30 مليار دولار، باتت صناديق الإيثريوم تمثّل جزءاً مهماً من سوق الأصول الرقمية. ومع تخصيص مزيد من المؤسسات للسيولة وتحسن الأطر التنظيمية العالمية، قد يشهد الإيثريوم تدفقات إضافية خلال الأشهر المقبلة.

وتشير التدفقات البالغة 638 مليون دولار في أسبوع واحد فقط إلى أن الإيثريوم يواصل جذب اهتمام جاد، فيما يدلّ الدعم المتنامي من مديري الأصول الكبار على أن ثاني أكبر عملة مشفّرة في العالم بات يُنظر إليها بشكل متزايد كأصل استثماري رئيسي، وليس مجرد أداة للمضاربة.