شركة غالاكسي ديجيتال تخفّض هدف سعر بيتكوين إلى 120 ألف دولار وسط تحوّل نحو الذكاء الاصطناعي والذهب

بدأت عملة بيتكوين تفقد زخمها، وترى شركة «غالاكسي ديجيتال» أن الوقت قد حان لإعادة ضبط التوقعات. فقد خفّضت الشركة هدفها لسعر بيتكوين إلى 120 ألف دولار، إذ تلاحظ تحوّلاً كبيراً في تدفقات رأس المال نحو مجالي الذكاء الاصطناعي والذهب. ويشير ذلك إلى تغيّر واضح في معنويات المستثمرين، حيث تتم مقارنة استراتيجيات التحوّط التقليدية بموضوعات الابتكار الرقمي.

في وقت يواصل فيه الذكاء الاصطناعي تغيير ملامح القطاعات، ويعزّز فيه الذهب مكانته كملاذ آمن مفضّل، أصبح المستثمرون يوزّعون رهاناتهم على جبهات جديدة وغير مألوفة. وتقول «غالاكسي ديجيتال» إن الاتجاهات الكلية الأوسع تعيد تشكيل النظرة قصيرة الأجل لسوق العملات المشفّرة، الذي لم يعد يعتمد فقط على الحماس المحيط بالبلوكشين. ويُظهر التقرير أن الزخم المضاربي الذي رافق صعود بيتكوين نحو النضج انتقل الآن إلى شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة وصناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

لماذا خفّضت غالاكسي ديجيتال توقعاتها لسعر بيتكوين

قرار «غالاكسي ديجيتال» لم يأتِ من فراغ. فقد لاحظ محللو الشركة أن رؤوس الأموال بدأت تتحوّل من سوق العملات المشفّرة إلى قطاعات الأصول الملموسة والعالية النمو. ويعكس خفض توقعات سعر بيتكوين تباطؤ الزخم، مع اتجاه المزيد من المستثمرين لتنويع محافظهم في ظل سياسة نقدية غير مستقرة وازدياد المنافسة من استثمارات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وبحسب الشركة، فإن القمم الدورية لبيتكوين أصبحت محدودة بسبب التوسّع المستمر في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية. ومع إعادة توجيه المستثمرين المؤسسيين أموالهم نحو مراكز البيانات وأسهم أشباه الموصلات والأصول المادية مثل الذهب، تتراجع تدفقات السيولة إلى الأصول الرقمية. ويؤكد هذا الاتجاه تحوّلاً أوسع بعيداً عن المبالغة المضاربية التي ميّزت الأسواق الصاعدة للعملات المشفّرة.

الذكاء الاصطناعي والذهب يسرقان الأضواء

الموضوع الاستثماري الأبرز لعام 2025 هو الذكاء الاصطناعي. فشركات التكنولوجيا الكبرى تستثمر مليارات الدولارات في تطوير البنية المعمارية لتعلّم الآلة، وقد جذب هذا التوجّه اهتمام المستثمرين من صناديق رأس المال المغامر والأفراد على حد سواء. ونتيجة لهذا الاندفاع نحو الذكاء الاصطناعي، تراجعت بيتكوين إلى المقعد الخلفي مؤقتاً، بينما لمع بريق الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والذهب.

كما استفاد الذهب من حالة عدم اليقين العالمية. ففي ظل التوترات الجيوسياسية واستمرار البنوك المركزية في شراء الاحتياطيات، يظل الذهب أداة تحوّط موثوقة ضد المخاطر. ويوازن المستثمرون حالياً بين فرص النمو التي يوفرها الذكاء الاصطناعي والاستقرار الذي يمنحه الذهب. فالجمع بين الآفاق المضمونة لتقنيات الذكاء الاصطناعي واستقرار الذهب يبدو أكثر جاذبية مقارنة بالانعكاسات غير المتوقعة والمتقلبة للعملات المشفّرة.

تطوّر النظرة إلى سوق العملات المشفّرة

على الرغم من خفض التوقعات، لا تتوقع «غالاكسي ديجيتال» انهياراً في سوق العملات المشفّرة. بل ترى أن السوق تمرّ بمرحلة نضج، حيث تتنافس بيتكوين على تدفقات رأس المال مع فئات أصول ناشئة أخرى. وتعتقد الشركة أن المرحلة المقبلة من صعود بيتكوين ستعتمد أكثر على التبنّي العملي والتوسّع في الاستخدام، وليس على المضاربات.

وستكون العوامل الأساسية مثل وضوح الأطر التنظيمية، والاستخدامات الجديدة، والمدفوعات العابرة للحدود، حاسمة في دعم الموجة التالية من ارتفاع بيتكوين. لكن في الوقت الراهن، تميل الزخمات السوقية نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى دورة إعادة تخصيص رأسمالية واسعة من أدوات الادخار الرقمية إلى مشاريع تقنية تركز على المنفعة المباشرة.

دلالات التوقعات المعدّلة على السوق الأوسع

لا يعكس التقدير الجديد مجرّد وجهة نظر شركة واحدة، بل يشير إلى بداية مرحلة مالية جديدة. فالابتكار في الذكاء الاصطناعي، والأصول الواقعية، والسلع المرمّزة، كلها تسحب رؤوس الأموال بعيداً عن المراكز المضاربية في العملات المشفّرة. وبالتالي، يتجه مشهد سوق التشفير نحو التكامل مع النظام المالي الأوسع بدلاً من الانعزال عنه، بينما يوازن المستثمرون بين التقنيات الجديدة والعوائد الملموسة.

بالنسبة للمتداولين، يمثّل هدف «غالاكسي ديجيتال» البالغ 120 ألف دولار تذكيراً بأن مسار بيتكوين سيبقى متقلباً ودورياً. أما بالنسبة للمحللين الاستراتيجيين، فهو إشارة إلى ضرورة تتبّع أنماط تدفق رأس المال عبر فئات الأصول المختلفة. يظل مستقبل بيتكوين مشرقاً، لكنه قد يكون أقل بريقاً مما كان عليه، على الأقل إلى أن تعيد موجة التبنّي المقبلة إشعال الحماس من جديد.