شبكة Pi تحقق وصولاً منظماً من خلال إطلاق منتج متداول جديد في السويد

حققت شبكة Pi إنجازاً مهماً في مسيرتها نحو الاعتراف العالمي. فقد أعلنت شركة «فالور» (Valour)، إحدى أبرز الجهات الأوروبية المصدرة للأصول الرقمية، عن إطلاق منتج مالي متداول (ETP) خاص بشبكة Pi في سوق «سبوتلايت» للأوراق المالية في السويد. ويمنح هذا الإطلاق المستثمرين الأوروبيين أول فرصة للوصول المنظم إلى رمز Pi عبر التمويل التقليدي.

خطوة كبيرة نحو الاعتماد السائد

يمثل هذا الحدث أول دخول لشبكة Pi إلى سوق مالي منظم. ويتيح الإطلاق للمستثمرين وسيلة متوافقة وشفافة وسهلة للحصول على تعرض لمنظومة Pi من دون الحاجة إلى التعامل المباشر بالعملات المشفّرة. كما يعزز هذا التحرك الحضور العالمي المتنامي للشبكة، في وقت تتحول فيه من مشروع للتعدين عبر الهواتف المحمولة إلى منظومة مالية واقعية.

قرار شركة فالور بإدراج منتج Pi المتداول يعكس ثقة مؤسساتية متزايدة في إمكانات الشبكة. وتشتهر الشركة السويدية بتقديم منتجات مالية رقمية متوافقة مع القوانين وصديقة للمستثمرين في أوروبا، ما يسهم في ردم الفجوة بين الأصول الرقمية والتمويل التقليدي. بالنسبة لحاملي Pi و«الرواد» في المجتمع، يمثل هذا التطور نقطة تحقق مهمة، إذ يحوّل ما كان مشروعاً مجتمعياً بسيطاً للتعدين عبر الهواتف إلى أداة مالية معترف بها.

حاسوب فائق عالمي قيد التكوين

لم يقتصر نمو شبكة Pi على الجانب المالي فقط. فقد أعلنت منصة PiNetwork DEX مؤخراً عن تحديث لافت، إذ نجح أكثر من 350 ألف عقدة Pi في تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بالروبوتات، بالشراكة مع شركة «أوبن مايند» (OpenMind) الناشئة في وادي السيليكون.

أظهرت التجربة أن الشبكة اللامركزية لـ Pi قادرة على تشغيل مهام ذكاء اصطناعي واقعية، مما يضعها في موقع يتجاوز كونها مجرد عملة رقمية، لتتحول إلى حاسوب فائق موزع على نطاق عالمي. وقد نفّذت العقد مهام ذكاء اصطناعي معقدة ضمن أنظمة روبوتية، ما أظهر قابليتها للتوسع والاعتمادية وقدرتها الحقيقية على المعالجة في بيئة لامركزية واسعة النطاق.

ووفقاً لـ «Pi Network Ventures»، فقد استثمرت الشركة مؤخراً ملايين الدولارات في «أوبن مايند» لدعم هذه الرؤية. أسس الشركة الأستاذ في جامعة ستانفورد جان ليبهارت، وتعمل على تطوير نظام التشغيل المفتوح المصدر «OM1» للآلات الذكية، مستخدمة بروتوكول البلوكشين «FABRIC» لتأمين الاتصالات بين الروبوتات. ومن شأن هذه التقنيات معاً أن تمكّن الروبوتات المستقلة من التعاون بشكل آمن وفعّال عبر الشبكات.

التقاء البلوكشين مع الذكاء الاصطناعي والروبوتات

تمزج الشراكة بين شبكة Pi و«أوبن مايند» بين ثلاث قوى رئيسية: الذكاء الاصطناعي، والبلوكشين، والحوسبة الموزعة. وتهدف الشبكة من خلال هذا التعاون إلى تمكين المستخدمين من كسب رموز Pi مقابل مشاركة مواردهم الحاسوبية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتستند الفكرة إلى إنشاء «إنترنت الآلات» اللامركزي، حيث تتفاعل الروبوتات والأجهزة الذكية عبر تحقق البلوكشين، من دون أي جهة مركزية تتحكم بها.

قد يتيح هذا النموذج مستقبلاً للمستخدمين العاديين تحقيق دخل من خلال استثمار قدراتهم الحاسوبية غير المستغلة مقابل رموز Pi، مما يحول الشبكة إلى اقتصاد موارد واقعي. ويُعدّ هذا التطبيق العملي مثالاً واضحاً على استخدام البلوكشين خارج نطاق التداول والمضاربة. كذلك، فإن ربط شبكة Pi الواسعة من العقد النشطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة يبرهن على قيمة ملموسة، ويجعل منها جسراً فعلياً يربط بنية الويب 3 بالتطبيقات الصناعية والعلمية الواقعية.

من مشروع مجتمعي إلى حضور منظم في الأسواق

في أقل من ست سنوات، تحوّلت شبكة Pi من تجربة في التعدين عبر الهواتف المحمولة إلى منظومة عالمية متعددة الأوجه. ومع إطلاق المنتج المالي المتداول في السويد، دخلت الشبكة عالم التمويل المنظم، وفي الوقت ذاته توسعت نحو تقنيات الجيل الجديد من التكنولوجيا اللامركزية عبر شراكاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

تُظهر هذه التطورات مجتمعة مدى النضج السريع الذي وصلت إليه الشبكة. فهي لم تعد مجرد أداة للتعدين على الهواتف الذكية، بل أصبحت تركز على بناء الاستخدامات والبنية التحتية والفرص. ومع اقتراب إطلاق شبكتها الرئيسية، تبدو شبكة Pi أقل شبهاً بتجربة تجريبية، وأكثر شبهاً بقوة رقمية تشكّل تقاطعاً بين التمويل والبلوكشين والذكاء الاصطناعي.