سوق العملات المستقرة يواجه منافسة مع تراجع هيمنة تيثير

لا تزال تيثير تحتل موقع الصدارة في سوق العملات المستقرة، لكن أطراف هذه الهيمنة بدأت تتآكل. مع 167 مليار دولار قيد التداول، تمثل USDT نحو 60% من سوق العملات المستقرة البالغ حجمه 277 مليار دولار، وغالباً ما تتجاوز أحجام تداولها اليومية 75 مليار دولار. تعمل على 13 بلوكشين مختلفة، ما يجعلها العملة المستقرة الأكثر انتشاراً. لكن هذه الهيمنة تتراجع. قبل عام، كانت تيثير تسيطر على 69% من السوق. بحلول منتصف 2025، انخفضت النسبة إلى 64%. الاتجاه واضح.

صعود USDC في سوق العملات المستقرة

أبرز منافس جاد يأتي من USDC. مع 68 مليار دولار قيد التداول، بنت شركة Circle علامتها التجارية على الشفافية، حيث تنشر تقارير شهرية عن احتياطاتها منذ إطلاقها في 2018. بخلاف تقارير تيثير الفصلية، تكشف USDC عن تغطية كاملة بالسيولة النقدية وسندات الخزانة كل شهر. هذه الاستراتيجية أصبحت أكثر أهمية مع دخول قانون GENIUS الأميركي حيّز التنفيذ، والذي يفرض هذه المعايير بدقة. Circle تبدو مستعدة. تيثير لا. هذا الفارق يعزز الضغوط التنظيمية الأوسع على سوق العملات المستقرة، خاصة في أوروبا، حيث دفعت قواعد MiCA تيثير إلى الانسحاب بينما بقيت USDC ووسعت نشاطها. سردية شفافية USDC باتت تشكل ديناميكيات المنافسة بشكل متزايد.

المنافسون يدفعون بالابتكار في سوق العملات المستقرة

انتقال MakerDAO من DAI إلى USDS تحت بروتوكول Sky قدّم عملة مستقرة بخصائص مركزية مثل وظيفة التجميد ومعدل ادخار يبلغ 4.5%. هذا محاولة واضحة للتنافس مباشرة مع العملات المستقرة المركزية مع الحفاظ على طبقة حوكمة لامركزية. ريبل اختارت مساراً مختلفاً عبر إطلاق RLUSD كعملة مستقرة موجهة لحلول المدفوعات العابرة للحدود. ومع 70 مليار دولار من المدفوعات التي تمر بالفعل عبر شبكة ريبل، فإن القدرة على دمج عملة مستقرة أصلية قد تكون مؤثرة. حتى PayPal، من خلال PYUSD، تستفيد من قاعدتها الضخمة من المستخدمين لتعزيز موقعها بسرعة.

تحولات تنظيمية تعيد رسم خريطة العملات المستقرة عالمياً

الخارطة التنظيمية تعيد رسم قواعد اللعبة في سوق العملات المستقرة. لائحة MiCA الأوروبية تشترط تغطية احتياطية بنسبة 1:1 والحصول على موافقة قبل الإطلاق. عدة عملات مستقرة مدعومة باليورو تلبي هذه المعايير الآن، بينما اختارت تيثير الانسحاب. في الولايات المتحدة، يحمل قانون GENIUS تداعيات مشابهة. إدارة تيثير طرحت فكرة إطلاق رمز متوافق مع القوانين الأميركية، لكن في الوقت الحالي تعمل خارج الإطار الجديد. هذا يترك الشركة عرضة للمخاطر في وقت يضع فيه المنظمون الشروط بوضوح.

اعتماد متفاوت لكن متزايد للعملات المستقرة

سنغافورة وهونغ كونغ واليابان وضعت قواعد واضحة للعملات المستقرة. في المقابل، تدرس الصين إطلاق عملة مرتبطة باليوان ضمن مساعيها لتدويل الرنمينبي. في دول مثل نيجيريا، بلغ الاعتماد مستويات مرتفعة، حيث يستخدم نحو 12% من السكان العملات المستقرة. بالنسبة للكثيرين، الأمر لا يتعلق بالتداول بقدر ما يتعلق بالتحوط من التضخم أو مواجهة نقص العملات الأجنبية.

هذه الأمثلة تؤكد أن السوق قد تغيّر. العملات المستقرة لم تعد مجرد رموز مضاربية، بل تتحول إلى أدوات للوصول المالي والمرونة، خصوصاً في الأماكن التي تعجز فيها البنوك التقليدية. المحللون يختلفون حول المستقبل. جيه بي مورغان يتبنى تقديرات متحفظة، متوقعاً أن يصل السوق إلى 500 مليار دولار بحلول 2028. أما سيتي غروب فيرى مستقبلاً أكبر بكثير، مع سيناريو متفائل يصل إلى 3.7 تريليون دولار بحلول 2030.

الخلاصة أن قبضة تيثير بدأت تضعف. المنظمون يراقبون عن كثب، وشفافية USDC تمنحها أفضلية، ولاعبون جدد يدخلون بنماذج مصممة للامتثال. الجاذبية الأساسية للعملات المستقرة لن تختفي. لكن الفائزين الحقيقيين سيكونون من يتمكنون من التوسع وكسب الثقة والحفاظ على دعم الجهات التنظيمية.