سنغافورة تتفوق على الولايات المتحدة في القيادة التكنولوجية مع بروز “ريبل” في مهرجان التكنولوجيا المالية 2025

تجاوزت سنغافورة بالفعل الولايات المتحدة من حيث ريادتها في مجال التكنولوجيا الرقمية، وهو ما يتردد صداه على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مشاركة شركة “ريبل” في مهرجان التكنولوجيا المالية في سنغافورة (SFF) لعام 2025. ويحتفل مصرف سنغافورة المركزي (MAS) بالذكرى العاشرة للمهرجان، الذي يُقام بين 11 و14 نوفمبر 2025، ويجسد طموح الدولة المدينة في أن تصبح مركزاً عالمياً لتوسيع نطاق الابتكار والبنية التحتية الداعمة لصناعة الأصول الرقمية.

وقد استقطبت “ريبل”، باعتبارها واحدة من أكبر شركات البلوكشين، عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين إلى جناحها، من بينهم نائب رئيس الوزراء “غان كيم يونغ” والمدير العام لمصرف سنغافورة المركزي “شيا دير جيون”، اللذان أظهرا دعماً قوياً لتطوير قطاع الأصول الرقمية داخل البلاد.

أهمية مشاركة “ريبل” في مهرجان التكنولوجيا المالية

سلطت المشاركة النشطة لشركة “ريبل” في مهرجان التكنولوجيا المالية الضوء على الإطار التنظيمي الرؤيوي الذي تتبناه سنغافورة. ففي 11 نوفمبر 2025، استضافت الشركة فعالية للتواصل في منطقة “كولير كواي”، ناقشت فيها توسعها السريع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتأثيرها المتنامي على بنية المدفوعات العالمية.

وأكدت مشاركة “ريبل” في المهرجان على تعاونها الوثيق مع شركائها الإقليميين، كما أبرزت رغبة سنغافورة في إنشاء اقتصاد رقمي موثوق ومترابط للأصول الرقمية. وكان جناح “ريبل” نقطة جذب رئيسية، حيث زاره عدد من الشخصيات الحكومية البارزة وقادة الصناعة، في مشهد يعكس الرؤية الأوسع لسنغافورة في دمج التكنولوجيا المالية وابتكار الجيل القادم من الخدمات المالية.

إطار تنظيمي فعّال

يُعد المشهد التنظيمي في سنغافورة شفافاً وديناميكياً، وقد أصبح معياراً عالمياً في مجال تنظيم الأصول الرقمية. ويُنظر إلى نهجها الاستباقي كبديل عن البيئة التنظيمية المجزأة وغير الواضحة في الولايات المتحدة.

فالبنية التنظيمية الواضحة في سنغافورة تتيح لشركات مثل “ريبل” الابتكار دون القلق من مخاطر عدم اتساق تطبيق القوانين، وهي إحدى أبرز العقبات التي تواجه المؤسسات الرقمية في الولايات المتحدة.

برامج القيادة الرقمية

يواصل “برنامج القادة الرقميين” (DLP)، الذي أطلقته هيئة تطوير الإعلام والاتصالات (IMDA) في سنغافورة، تمكين الشركات المحلية وغير التقنية من تبني الحلول الرقمية. ويساهم البرنامج في تضييق الفجوة الرقمية في القطاعات التقليدية من خلال التمويل والإرشاد المقدم من قادة الصناعة.

وقد استفاد عدد من رواد الأعمال البارزين مثل “تومي كوه” من شركة “بي تشينغ هيانغ” و”جون أنغ” من “إيتون هاوس” من هذا البرنامج لتسريع التحول الرقمي في مؤسساتهم. وتُبرز مثل هذه المبادرات دور سنغافورة كمركز قابل للتوسع في الابتكار.

الولايات المتحدة تكافح للحاق بالسباق الرقمي

ما زالت الولايات المتحدة رائدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، لكنها تتأخر في تطوير بنية تحتية موحدة للتمويل الرقمي. ووفقاً لتقارير صادرة عن “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” (CSIS) لعام 2025، فإن البلاد تعاني بطئاً في تنسيق السياسات وصراعات داخلية بين الهيئات التنظيمية مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) وهيئة تداول السلع الآجلة (CFTC).

وتنعكس هذه الثغرات في النزاع القانوني الطويل بين “ريبل” وهيئة الأوراق المالية الأمريكية، الذي يعود إلى عام 2020. وعلى النقيض من ذلك، تتمتع سنغافورة بشفافية تنظيمية عالية تسهّل ممارسة الأعمال التجارية وتسهم في تسريع تبني التكنولوجيا المالية.

وعلى الرغم من استثمارات كبيرة أطلقتها إدارة “بايدن” في مجال الإنترنت واسع النطاق والشمول الرقمي، لا يزال النمو بطيئاً، مما أتاح لبلدان مثل سنغافورة استقطاب الكفاءات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية وترسيخ موقعها الريادي في تنفيذ السياسات الرقمية.

الصورة الدولية وتأثيرها على السوق

أسفر النهج الواضح الذي تتبناه سنغافورة عن تحقيق كفاءة أكبر وتنمية رقمية مستدامة. ولا تزال سنغافورة تتصدر “تصنيف التنافسية الرقمية العالمية 2025” الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، حيث تُعد من بين أفضل دولتين في العالم من حيث البنية التحتية الرقمية والحوكمة والنظام التعليمي.

وتؤكد هذه العوامل صحة التغريدة التي نشرها المستخدم @marty_folker والتي قال فيها إن سنغافورة أصبحت “قائدة العالم في مجال التقنيات الرقمية”.

تحول في المشهد الرقمي العالمي

أثار المنشور الذي نشره @marty_folker نقاشاً واسعاً يعكس تغيراً كبيراً في النظرة العالمية: فقيادة التحول الرقمي باتت تتجه شرقاً. ويمنح وضوح السياسات، وتشجيع الابتكار، ومرونة التنظيم سنغافورة أفضلية واضحة على الولايات المتحدة، التي تعاني من اختناقات تنظيمية بسبب حوكمة مجزأة.

إن صعود “ريبل” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مدعوماً بدعم حكومي رفيع المستوى، يعزز مكانة سنغافورة كمركز جديد للابتكار الرقمي وركيزة أساسية في مشهد التكنولوجيا المالية العالمي.