توم لي يحذّر من فجوة كبيرة في ميزانيات صانعي السوق بالعملات المشفّرة

يشهد سوق العملات المشفّرة تحولاً حاداً بعد هزّة أكتوبر الكبيرة. ويرى توم لي أن القطاع لا يواجه مجرد انتكاسة بسيطة، بل مشكلة هيكلية أعمق. إذ يشير إلى احتمال وجود فجوة في الميزانيات العمومية نشأت بعد اختفاء ما يقرب من 20 مليار دولار خلال موجة التصفية في أكتوبر. وتكشف وجهة نظره عن مخاوف تمتد أبعد من تقلبات الأسعار قصيرة الأجل.

تأتي هذه التحذيرات في فترة تتسم بحركات سريعة، ودفاتر أوامر ضعيفة، وذبذبات مفاجئة تربك المتداولين يومياً تقريباً. ويؤكد لي أن سيولة صانعي السوق لم تتعافَ بعد موجة البيع، على عكس الدورات السابقة. هذا التراجع يخلق حالة من عدم اليقين للمتداولين الذين يعتمدون على فروقات أسعار ضيقة وتنفيذ سلس للطلبات. وغالباً ما تكشف ضغوط السيولة عن تصدعات أعمق في بنية السوق.

المستثمرون يريدون اليوم وضوحاً أكبر، خاصة بعد أن فاجأت موجة البيع كثيرين ممن توقعوا ربعاً أخيراً أكثر هدوءاً. كما يريدون معرفة ما إذا كانت أزمة السيولة في سوق العملات المشفّرة ستستمر خلال الأشهر المقبلة. ويرى لي أن مراقبة هذه المسألة ضرورية لأنها تؤثر على التقلبات والاستقرار وآليات اكتشاف الأسعار العادلة.

⚡️ TOM LEE: Market makers may be facing a “balance sheet hole” after October’s $20B liquidation, reducing liquidity across crypto. pic.twitter.com/l8q1Hpi5TW

— Cointelegraph (@Cointelegraph) November 21, 2025

صانعو السوق واجهوا صعوبات بعد موجة التصفية الضخمة في أكتوبر

لم تقتصر تصفيات أكتوبر البالغة 20 مليار دولار على هبوط مؤلم في الأسعار. بل استنزفت الميزانيات العمومية وأجبرت العديد من صانعي السوق الرئيسيين على إغلاق مراكزهم. ولجأت شركات عديدة إلى خفض المخاطر بسرعة لحماية رأس المال، ما أدى إلى تراجع عدد الجهات القادرة على تقديم عروض وطلبات أو امتصاص التداولات.

النتيجة كانت فجوة في الميزانيات لا تزال تؤثر على دفاتر الأوامر. وقد لاحظ المتداولون اتساع الفروقات، وضعف العمق، وارتفاع عدد الارتفاعات والانخفاضات المفاجئة أثناء التداول. وتظهر هذه الإشارات أن سيولة صانعي السوق لم تستعد قوتها بعد.

عندما تنخفض السيولة، تصبح كل حركة في السوق أكثر حدّة. المتداولون الأفراد يواجهون انزلاقاً أكبر. المؤسسات تجد أسعار دخول غير دقيقة. وحتى الرموز المستقرة تشهد تحركات غريبة مع معاناة الخوارزميات في التعامل مع دفاتر محدودة. لذلك تسببت تصفيات أكتوبر في سلسلة من التأثيرات لا تزال تلقي بظلالها على السوق حتى اليوم.

قاعدة صانعي السوق الضعيفة تؤثر على النظام البيئي بأكمله

يمثل صانعو السوق ركيزة أساسية في نظام تداول العملات المشفّرة. فهم يضمنون تنفيذاً سلساً، وفروقات ضيقة، وتسعيراً عادلاً. وعندما يتراجع دورهم، ترتفع مستويات عدم الكفاءة. المتداولون يواجهون فروقات أوسع. المنصات تتعامل مع فجوات سعرية أكبر. والرموز الجديدة تجد صعوبة في اكتساب الزخم.

لهذا يُعد تراجع سيولة صانعي السوق أمراً يستحق متابعة دقيقة. ويعتقد لي أن التعافي قد يستغرق وقتاً لأن الشركات تحتاج إلى إعادة بناء رؤوس أموالها. كما تحتاج إلى الثقة بأن موجات التصفية المستقبلية لن تمحو أرباحها بسرعة. وحتى يتحقق ذلك، سيظل عمق السوق متفاوتاً.

النظرة المستقبلية للسوق لا تزال غير واضحة — لكنها ليست قاتمة

تحذير لي لا يعني أن السوق مقبل على انهيار. لكنه يشير إلى ضرورة التحلّي بالحذر. فسوق العملات المشفّرة غالباً ما يتعافى بعد فترات الضغط الحاد. ويدخل رأس مال جديد عندما تعود الظروف إلى طبيعتها. وتعود السيولة سريعاً عندما تضيق الفروقات ويصبح مستوى المخاطر مقبولاً.

ويتطلب سوق أكثر صحة دفاتر أوامر أكثر استقراراً، وفروقات أضيق، ودعماً أقوى من الشركات الكبرى. وعندما تنحسر أزمة السيولة الحالية ويُسدّ الفجوة في الميزانيات العمومية، سيعود مستوى الثقة تدريجياً.