« تشاو تاي فوك » تستثمر في « غوينغ سيكيوريتيز » للدخول إلى الأصول الرقمية

أعلنت مجموعة «تشاو تاي فوك» للمجوهرات، إحدى أبرز شركات المجوهرات في هونغ كونغ، دخولها الرسمي إلى عالم التمويل الرقمي، بعد استحواذها عبر شركة تابعة مملوكة بالكامل لها على حصة تبلغ 15% في شركة «غوينغ سيكيوريتيز». ويمثل هذا الاستثمار توجهاً جديداً للعلامة التجارية العريقة المعروفة أساساً بنشاطها في سوق المجوهرات الفاخرة. ولا يهدف هذا التحرك إلى التنويع فقط، بل يعكس أيضاً كيفية بدء الشركات التقليدية الكبرى في آسيا بالنظر إلى الأصول الرقمية كفرصة واعدة، بما في ذلك المدفوعات عبر الحدود وتقنيات الويب 3. ومن خلال الشراكة مع «غوينغ سيكيوريتيز»، تسعى «تشاو تاي فوك» إلى تعزيز حضورها المبكر في قطاع التمويل الرقمي الآخذ في النمو في هونغ كونغ.

حصة استراتيجية في «غوينغ سيكيوريتيز»

تُعد «غوينغ سيكيوريتيز» لاعباً مهماً في السوق، إذ إنها شركة مرخّصة لدى لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ (SFC)، وتمتلك عدة تراخيص تنظيمية من النوع 1 و2 و4 و5 و9، تغطي مجالات رئيسية مثل تداول الأوراق المالية، عقود العقود الآجلة، تقديم الاستشارات بشأن الأوراق المالية والعقود الآجلة، وإدارة الأصول. كما تشغل منصب نائب رئيس جمعية توحيد معايير الويب 3.0 في هونغ كونغ، وهي جهة تعمل مع شركات بارزة في القطاع مثل «هاش كي» و«نت إيز»، ما يمنحها موقعاً قوياً في مجالي الامتثال والابتكار في تقنيات الويب 3.

بالنسبة لـ«تشاو تاي فوك»، يمثل هذا الاستثمار بوابتها إلى عالم التمويل الرقمي من خلال شريك يتمتع بالمصداقية والخبرة. وفي الوقت نفسه، استحوذت شركة «ويفوتونغ تكنولوجي» التابعة لمجموعة «هوافنغ سوبرفايبر» على حصة تبلغ 18% في «غوينغ سيكيوريتيز». ويجمع هذا الاستثمار المشترك بين موارد الصناعات التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية. وقد وقّعت الأطراف جميع الاتفاقيات وأتمّت المدفوعات، ما أفضى إلى إغلاق الصفقة بشكل رسمي.

دمج الموارد لدفع نمو التمويل الرقمي

قالت «تشاو تاي فوك» إن هذه الشراكة تهدف إلى دمج الموارد المتطورة من قطاعات مختلفة، مثل المدفوعات عبر الحدود، المعادن الثمينة والأسواق المالية التقليدية. وتسعى الشركة من خلال توحيد القدرات إلى التوسع في التمويل الرقمي ضمن الأطر التنظيمية، واستكشاف فرص جديدة في سوق الأصول الرقمية في هونغ كونغ. ويمنح نشاطها الطويل في سوق المجوهرات خبرة واسعة في التعامل مع المعادن الثمينة والعملات والتجارة الدولية، ما قد يشكّل عند دمجه مع التراخيص والبنية التحتية المالية لشركة «غوينغ سيكيوريتيز» جسراً قوياً بين الأصول التقليدية ونظيراتها الرقمية، ويفتح الباب أمام خدمات مثل الأصول المرمّزة، تداول الذهب الرقمي، وحلول المدفوعات عبر الحدود القائمة على البلوكشين.

أهمية هونغ كونغ في هذه الخطوة

يأتي توقيت هذا الاستثمار في مرحلة تشهد فيها هونغ كونغ دفعاً قوياً لتعزيز مكانتها كمركز رئيسي للأصول الرقمية، إذ أطلقت المدينة نظام تراخيص لمنصات تداول العملات المشفّرة، وتعمل بنشاط على تشجيع الابتكار المنظّم في تمويل البلوكشين. وبالنسبة لشركة مثل «تشاو تاي فوك»، فإن الدخول في هذا التوقيت يمنحها ميزة الريادة، إذ لا تكتفي المجموعة بالمضاربة في سوق العملات المشفّرة، بل تبني استراتيجية طويلة الأجل في التمويل الرقمي، تقوم على الامتثال وبناء الشراكات، وهو نهج أكثر أماناً واستدامة من مطاردة موجات المضاربات قصيرة الأجل.

رهان طويل الأمد على الويب 3

وصفت الشركة هذا الاستثمار بأنه حجر الزاوية في استراتيجيتها طويلة الأجل للتمويل الرقمي، مشيرةً إلى أنها وشركاءها يخططون لضخ مزيد من الموارد وفقاً لتطورات الأعمال. وسيبقى التركيز موجهاً نحو الامتثال ودمج الموارد والنمو المستدام. ويعكس هذا التحرك، وفقاً للمحللين، كيف تتكيّف التكتلات الآسيوية التقليدية مع المشهد المالي الجديد.

وبعدما اقتصرت أعمالها لعقود على سوق المجوهرات الفاخرة، تستعد «تشاو تاي فوك» الآن لخدمة العملاء في عالم رقمي أولاً، حيث تنتقل المدفوعات والأصول والاستثمارات عبر الحدود فوراً. ومع تطور صناعة الأصول الرقمية في هونغ كونغ، قد يمكّن دخولها المبكر المجموعة من أن تصبح لاعباً رئيسياً يتجاوز حدود سوق المجوهرات، مستفيدة من سمعتها الراسخة في الثقة والجودة، إلى جانب القوة التنظيمية لشركة «غوينغ سيكيوريتيز» لكسب ثقة العملاء في هذا القطاع المتطور.