ترقية «فوساكا» على شبكة إيثريوم مقررة في 3 ديسمبر

من المقرر إطلاق ترقية «فوساكا» (Fusaka) على شبكة إيثريوم الرئيسية في 3 ديسمبر 2025. وتركز الترقية بشكل ملحوظ على زيادة سعة الـ«بلوب» عبر نهج من مرحلتين يُعرف باسم «تفريعات المعاملات الخاصة بالبلوب فقط» (Blob-Parameter-Only أو BPO). وتمضي العملية وفق جدول اختبارات منهجي على شبكات هوليسكي (Holesky) وسيبوليا (Sepolia) وهوودي (Hoodi) لضمان جاهزيتها قبل الإطلاق الفعلي.

تجمع الترقية نحو 12 مقترح تحسين لإيثريوم (EIPs)، يركّز كل منها على أولويات أساسية تشمل تحسين قابلية التوسع، ورفع كفاءة الشبكة، وتعزيز توافر البيانات. والأهم أنها تحافظ على الوظائف الحالية، ما يعني أن الشركات التي تستخدم إيثريوم لن تواجه أي مفاجآت غير مرغوبة. في المجمل، تمثل هذه الخطوة توجهاً مستقبلياً للشبكة.

كيف سيؤثر جدول الاختبارات على مستقبل إيثريوم

سيبدأ إطلاق ترقية «فوساكا» باختبارها على شبكة هوليسكي في 1 أكتوبر، تليها شبكة سيبوليا في 14 أكتوبر، ثم شبكة هوودي في 28 أكتوبر. يتيح هذا النهج المرحلي للفريق التحقق بدقة من جميع التغييرات، بما في ذلك الآليات الجديدة لزيادة سعة الـ«بلوب» على عدة شبكات اختبار قبل تنفيذها النهائي على الشبكة الرئيسية.

ستشغّل كل شبكة اختبار حزمة ترقيات «فوساكا» الكاملة. الهدف ليس مراجعة الشيفرات فقط، بل إشراك مزوّدي البنية التحتية، وفِرق عملاء المدقّقين، وحلول الطبقة الثانية في اختبارات ضغط واسعة على الشبكة. الهدف هو اكتشاف أي مشكلات محتملة مبكراً لضمان انتقال سلس إلى الشبكة الرئيسية، إضافة إلى منح الجميع فهماً واضحاً لتأثير الترقية.

ترقية «فوساكا» ستضاعف سعة الـ«بلوب» في إيثريوم

في 3 ديسمبر، ستطلق إيثريوم ترقية «فوساكا» على الشبكة الرئيسية. وبعد نحو أسبوعين، سترفع أول تفريعة BPO سعة الكتلة من 6/9 «بلوب» حالياً إلى نطاق جديد بين 10/15. ثم في 7 يناير 2026، سترفع التفريعة الثانية من نوع BPO السعة مجدداً لتصل إلى 14/21 «بلوب» في الكتلة الواحدة.

من المهم أن هذه التفريعات من نوع BPO لا تتطلب تحديثات لبرامج العملاء. فهي مجرد تعديل في معلمات البروتوكول، وبالتالي لن تحدث أي اضطرابات للمستخدمين أو التطبيقات. وستؤدي ببساطة إلى تحسين الإنتاجية وتوافر البيانات.

اتجاهات التطوير وخريطة الطريق المستقبلية

تشمل ترقية «فوساكا» حملات مكافآت لاكتشاف الثغرات ومراجعات واسعة للشيفرات، بهدف رصد أي نقاط ضعف قبل الطرح النهائي. وقد أشادت خبيرة مثل كريستين دي. كيم بالنهج المرحلي للترقية في توسيع سعة الـ«بلوب». في الوقت نفسه، يناقش أصحاب المصلحة الرئيسيون مقترحات مثل «PeerDAS» التي تهدف إلى تبسيط توافر البيانات ورفع الكفاءة.

وعند استقرار «فوساكا»، ستضع هذه الترقية الأساس لموجة التطوير التالية في شبكة إيثريوم. وتشمل خريطة الطريق المستقبلية زيادة حدود استهلاك الغاز، وتعزيز دعم منظومة الطبقة الثانية، وتنفيذ تحسينات في البنية التحتية، مع الحفاظ على اللامركزية كأولوية محورية.

خلاصة حول ترقية «فوساكا» لإيثريوم

تمثل ترقية «فوساكا» خطوة كبيرة في قدرات شبكة إيثريوم التشغيلية. ويتّبع المطوّرون هذه المرة نهجاً حذراً بإطلاق التحديثات تدريجياً عبر شبكات اختبار صارمة ومخطط لها بدقة. ومن المتوقع أن تضاعف التفريعتان من نوع BPO سعة بيانات «البلوب» في الشبكة، ما سيعزز قدرة إيثريوم على التعامل مع متطلبات المعاملات الكثيفة، خاصة من حلول الطبقة الثانية والتطبيقات كثيفة البيانات.

بالنسبة لمعظم المستخدمين والشركات التي تعتمد على تطبيقات مبنية على إيثريوم، لا يُتوقّع حدوث أي اضطرابات كبيرة. وستقع المسؤولية التشغيلية الفعلية على فرق البنية التحتية، إذ سيتعين على مشغلي المدقّقين الاستعداد لمتطلبات تخزين ونطاق ترددي أعلى مع توسع سعة الشبكة.

«فوساكا» ليست مجرد ترقية روتينية، بل تمثل التزام إيثريوم بإجراء تحسينات استباقية وفعالة في التوسّع، مع تعزيز مبادئ رئيسية مثل اللامركزية والكفاءة. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فمن المفترض أن يلمس المستخدمون والمؤسسات تحسينات واضحة في الأداء وقابلية التوسع عبر النظام البيئي.