تراجع التقلبات الضمنية لبيتكوين وإيثريوم بأكثر من 10% مع تباطؤ التداول خلال العطلات

تشهد أسواق مشتقات العملات المشفرة تباطؤًا موسميًا. وتُظهر بيانات منصة تحليلات الخيارات Greeks.live أن التقلبات الضمنية لكل من بيتكوين وإيثريوم تراجعت بشكل حاد خلال الشهر الماضي. وانخفضت التقلبات الضمنية قصيرة ومتوسطة الأجل لبيتكوين بأكثر من 10%، فيما سجلت إيثريوم تراجعات أكبر. ويأتي ذلك مع تزامن عطلات عيد الميلاد، وإغلاق أسواق الأسهم الأميركية، وتراجع نشاط المؤسسات، ما أدى إلى سحب السيولة من السوق.

إغلاقات العطلات تستنزف السيولة

أغلقت أسواق الأسهم الأميركية في كل من ليلة عيد الميلاد ويوم عيد الميلاد. وفي الوقت نفسه، ابتعدت العديد من المؤسسات الأوروبية والأميركية عن مكاتب التداول. ووفقًا لباحثين في السوق، يستمر هذا النمط عادة حتى ما بعد يوم رأس السنة.

ونتيجة لذلك، تراجعت أحجام التداول الفورية وتداول المشتقات عبر المنصات الكبرى. ومع انخفاض عدد المشاركين، تراجعت الرهانات الاتجاهية الكبيرة. وبدلًا من ذلك، تحركت الأسواق في نطاق جانبي مع زخم محدود. وغالبًا ما يؤدي هذا النوع من الأوضاع إلى ضغط التقلبات. ومع قلة المحفزات وتراجع رأس المال النشط، تضيق تحركات الأسعار. وقد عكست أسواق الخيارات هذا التحول سريعًا.

تسوية عقود الخيارات تضيف ضغوطًا إضافية

يمثل يوم الجمعة 26 ديسمبر موعد التسوية السنوية لعقود الخيارات. ولا يزال أكثر من 50% من إجمالي المراكز المفتوحة الحالية متجهًا إلى الانتهاء. ومع ذلك، قامت معظم المؤسسات بالفعل بترحيل مراكزها إلى آجال لاحقة. وبسبب هذه التعديلات المبكرة، تراجع الطلب على خيارات الآجال القريبة، ما أدى إلى انخفاض العلاوات عبر الآجال الرئيسية. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الصفقات الكبيرة، في إشارة إلى إعادة تموضع منظمة بدلًا من نشاط مضاربي. وخلال الشهر الماضي، تراجعت التقلبات الضمنية لبيتكوين لأجل أسبوع واحد وشهر واحد بنسب من خانتين. وسجلت تقلبات إيثريوم الضمنية انخفاضًا أكبر خلال الفترات الزمنية نفسها. كما تراجعت الخيارات الأطول أجلًا، ولكن بوتيرة أبطأ.

إشارات السوق تشير إلى بيئة منخفضة التقلبات

يعكس تراجع التقلبات الضمنية تغيرًا في التوقعات. إذ يسعر متداولو الخيارات حاليًا تحركات سعرية محدودة حتى نهاية العام. وتشير بعض الهياكل إلى ميل هابط طفيف بدلًا من تحركات حادة صعودًا أو هبوطًا. ويتماشى ذلك مع الاتجاه العام خلال ديسمبر. فبعد تقلبات سابقة في الربع، دخلت أسواق العملات المشفرة مرحلة انضغاط. واستقرت الأسعار. وضاقت النطاقات. وتراجع الزخم. والأهم أن بيانات التصفية لم تظهر ضغوطًا. ولم تُسجل أي عمليات تصفية قسرية كبيرة مرتبطة بانخفاض التقلبات. وبدلًا من ذلك، جرى فك المراكز بطريقة منظمة.

ما الذي يترقبه المتداولون لاحقًا

يتوقع المحللون استمرار الأوضاع الهادئة حتى أوائل يناير. وإلى أن تعود المؤسسات ويظهر محفز اقتصادي كلي جديد، قد تبقى التقلبات منخفضة. غير أن هذا الهدوء قد لا يدوم طويلًا. ففترات انخفاض التقلبات غالبًا ما تسبق تحركات أكبر عند عودة السيولة. وسيراقب المتداولون تدفقات أوائل يناير عن كثب، لا سيما مع إعادة مكاتب الخيارات بناء انكشافها.

في الوقت الحالي، تبدو رسالة أسواق المشتقات واضحة. المشاركة محدودة. والتوقعات حذرة. وحتى التقلبات أخذت إجازة. ومع تداول بيتكوين وإيثريوم حتى نهاية العام، يبدو أن الصبر هو الاستراتيجية السائدة.