الحيتان تراهن بقوة على تشاين لينك بشراءات بلغت 188 مليون دولار بعد الانهيار

تضاعف الحيتان استثماراتها في عملة تشاين لينك (Chainlink) مع بدء السوق بالتعافي من انهيار 11 أكتوبر. ووفقًا لبيانات من منصة تتبع المعاملات على البلوكشين “لوك أون تشاين” (Lookonchain)، قام المستثمرون الكبار بتجميع نحو 9.94 مليون رمز من عملة LINK، بقيمة تقارب 188 مليون دولار، جرى سحبها مباشرة من منصة باينانس خلال الأسبوعين الماضيين. وجاءت هذه الموجة من عمليات الشراء من خلال 39 محفظة جديدة، ما يشير إلى تجدد ثقة الحيتان في الإمكانات الطويلة الأجل لشبكة الأوراكل اللامركزية.

تراكم ضخم للحيتان بعد انهيار السوق

أدى انهيار السوق في أكتوبر إلى موجة بيع واسعة أثارت الذعر في قطاع العملات المشفّرة. لكن في الوقت الذي انسحب فيه المتداولون الأفراد، اتخذت المؤسسات والحيتان مسارًا معاكسًا، إذ استغلوا الهبوط للشراء. وأظهرت بيانات “لوك أون تشاين” أن عدة محافظ جديدة بدأت في سحب كميات كبيرة من LINK من منصة باينانس بعد فترة وجيزة من تراجع السوق.

بدأت هذه الموجة من التراكم مباشرة بعد 11 أكتوبر، حين تراجعت LINK لفترة وجيزة مع غيرها من العملات الكبرى. ومنذ ذلك الحين، سحبت 39 محفظة ما يقرب من 10 ملايين LINK بشكل جماعي، ما يشير إلى اتجاه قوي نحو الشراء المتراكم. كما أظهرت بيانات سابقة أن 30 محفظة سحبت 6.25 ملايين LINK بقيمة تجاوزت 116 مليون دولار، مما يعكس استمرار النمط نفسه في عمليات الشراء الكبيرة.

بيانات المحافظ تؤكد قناعة قوية

تكشف مراجعة أدق للبيانات عن قيام عدة محافظ كبيرة بعمليات شراء ضخمة. فعلى سبيل المثال، جمعت إحدى المحافظ 1.61 مليون LINK بقيمة 30.6 مليون دولار، بينما سحبت محفظة أخرى 998,592 LINK بقيمة تقارب 18.9 مليون دولار. وجمعت عشرات المحافظ الأخرى بين 150 ألفًا و300 ألف LINK، ما يعكس نمطًا ثابتًا من الثقة بين كبار المستثمرين.

وبحسب تحليل “لوك أون تشاين”، بلغ إجمالي ما تحمله هذه المحافظ 9,942,772 LINK بقيمة تتجاوز 188 مليون دولار. وتشير مثل هذه التحركات المنسّقة عادة إلى تراكم استراتيجي وليس إلى تداول قصير الأجل، وغالبًا ما يُعتبر ذلك مؤشرًا صاعدًا على معنويات السوق في المدى المتوسط.

تدفقات الخروج من المنصات تعكس نظرة صاعدة

يُفسَّر التدفق المستمر لرموز LINK من باينانس عادة كعلامة على تنامي ثقة المستثمرين. فعندما تنتقل الرموز من المنصات إلى المحافظ الخاصة، فهذا يعني غالبًا أن حامليها ينوون الاحتفاظ بها على المدى الطويل بدلاً من بيعها. ويتماشى هذا مع الرواية الأوسع التي ترى أن تشاين لينك أصبحت طبقة بنية تحتية أساسية في قطاع التمويل اللامركزي (DeFi)، بما في ذلك ترميز الأصول الواقعية ودمج البلوكشين في المؤسسات.

وتعزز التحركات الأخيرة على البلوكشين هذا الشعور. ففي غضون ساعات، نقلت عدة محافظ ساخنة تابعة لباينانس مئات الآلاف من رموز LINK إلى عناوين خاصة. وشملت المعاملات تحويلات بقيمة 4.86 ملايين دولار و4.32 ملايين دولار، إلى جانب عدة تحويلات أخرى تراوحت بين 200 ألف و400 ألف دولار.

قوة تشاين لينك على المدى الطويل

إن تبني تشاين لينك المتزايد في مجالات التشغيل البيني عبر الشبكات وخدمات الأوراكل يعزز التفاؤل لدى المستثمرين. ومع استمرار المشروع في توسيع شراكاته وعمليات دمجه التقنية، يبدو أن الحيتان تتموضع مبكرًا لتحقيق مكاسب مستقبلية. ورغم أن التقلبات قصيرة الأجل ما تزال تشكل خطرًا، فإن حجم عمليات الشراء الأخيرة من الحيتان يشير إلى ثقة قوية في الأساسيات المتينة لمشروع تشاين لينك.

ومع خروج ما يقارب 188 مليون دولار من رموز LINK من باينانس منذ الانهيار، يبدو أن كبار المستثمرين مقتنعون بأن الرمز أقل من قيمته الحقيقية، ويدعمون هذا الاعتقاد برؤوس أموال كبيرة. وسيُظهر أداء تشاين لينك في الأشهر المقبلة ما إذا كانت هذه الحيتان قد اتخذت القرار الصحيح. لكن أمرًا واحدًا بات واضحًا: الأموال الذكية تراهن بقوة على مستقبل LINK.