الحوت ينقل 23,968 بتكوين إلى إيثريوم ويحتفظ بـ 6.2 مليار دولار

قام أحد كبار حيتان البتكوين بنقل ما يقارب 24,000 BTC في صفقة واحدة، محولاً هذه الأصول إلى إيثريوم عبر منصة HyperUnit. وتشير بيانات شركة الاستخبارات على البلوكشين Arkham إلى أن العنوان الرئيسي للحوت كان قد احتفظ في ذروته عام 2018 بنحو 94,000 BTC. وقد جاءت هذه الحيازات في الأصل من منصات تداول مثل HTX وBixin وBinance.

ورغم عملية البيع الأخيرة، ما زال الحوت يُعد من أكبر اللاعبين في السوق، إذ تحتفظ عنوانان مرتبطان به بما مجموعه 56,816 BTC، تعادل نحو 6.2 مليار دولار وفق الأسعار الحالية. وتسلط هذه الخطوة الضوء على استمرار دور الحيتان في تشكيل السيولة داخل سوق العملات المشفرة.

استراتيجية احتفاظ طويلة الأجل

تكشف بيانات Arkham أن الحوت حصل على عملاته من خلال إيداع ضخم في مايو 2018. إذ ارتفع رصيد العنوان سريعاً إلى 94,000 BTC وظل مجمداً لسنوات. ويعكس هذا الاحتفاظ الطويل إيماناً بقيمة البتكوين، حتى مع مرور السوق بعدة دورات من الازدهار والانهيار.

لكن عبر تحويل جزء كبير من هذه الحيازات إلى إيثريوم، يظهر الحوت استعداداً للتنويع. وقد يكون الدور المتنامي لإيثريوم في التمويل اللامركزي (DeFi) والأصول المرمّزة من بين العوامل المؤثرة في القرار. ويرى محللون أن مثل هذه التحركات بين أصول مختلفة نادرة، لكنها قد تشير إلى تطور استراتيجيات المستثمرين الكبار.

التداعيات على السوق

عادة ما تثير تحركات الحيتان الكبرى تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على الأسواق. ورغم أن بيع 23,968 BTC يُعد صفقة ضخمة، إلا أنه لم يسبب تقلبات غير اعتيادية مباشرة. ويشير متداولون إلى أن استخدام منصات مثل HyperUnit قد ساعد في إدارة السيولة دون إحداث تقلبات حادة في الأسعار.

كما يلفت مراقبون إلى أن الحوت ما زال يسيطر على أكثر من 6 مليارات دولار من البتكوين، ما يعني أن أي تحركات مستقبلية قد تعود لتؤثر على معنويات السوق بشكل واضح.

نظرة مستقبلية

يأتي الانتقال من البتكوين إلى الإيثريوم في وقت يتزايد فيه اهتمام المؤسسات والمستثمرين الأفراد بالأصول الرقمية. فمع توسع دور إيثريوم في منظومة Web3، إلى جانب مكانة البتكوين الراسخة كـ «ذهب رقمي»، يجد كلا الأصلين نفسيهما في صميم المشهد المتغير للأصول الرقمية.

وتُعد خطوة هذا الحوت تذكيراً بأن حتى المستثمرين المتمسكين بحيازاتهم على المدى الطويل قد يعدّلون استراتيجياتهم مع تغير ظروف السوق. وبما أن مليارات الدولارات لا تزال في الاحتياط، فمن المرجح أن تظل خطواته المقبلة تحت أنظار المحللين والمتداولين على حد سواء.