اقتراب قيمة الأصول الواقعية على البلوكشين من 30 مليار دولار مع تصدّر شبكة بروفينانس بحصة 42%

تقترب قيمة الأصول الواقعية (RWAs) المسجّلة على البلوكشين من بلوغ محطة فارقة جديدة. ووفقاً لأحدث بيانات موقع RWA.xyz، وصل حجم سوق الأصول الواقعية على السلسلة إلى 29.58 مليار دولار، بدعم من نحو 400 ألف حامل فردي حول العالم. ويعكس ذلك نمواً مطّرداً في تبنّي هذه الأصول، مع تزايد حضور الأصول المرمّزة ضمن قطاع التمويل اللامركزي.

يمثل هذا ارتفاعاً بنسبة 7.89% مقارنةً بالـ30 يوماً السابقة، ما يشير إلى تجدد الزخم في نشاط الترميز. غير أن أحجام التحويلات الشهرية ترسم صورة أكثر تبايناً، إذ شهدت الأيام الـ30 الماضية تحويلات بقيمة 63.18 مليار دولار من الأصول الواقعية، بتراجع يفوق 20% مقارنةً بالشهر السابق، ما يوحي بأن عدد المستثمرين المحتفظين بهذه الأصول آخذ في الازدياد، لكن نشاط التداول العام قد تباطأ.

شبكة بروفينانس تتصدر المشهد

برزت بلوكشين بروفينانس، المطوَّرة من قبل شركة التكنولوجيا المالية «فيغر» (Figure)، كقائدة واضحة في سوق الأصول الواقعية على السلسلة، حيث تستحوذ حالياً على حصة سوقية تبلغ 42.3%، وهي الحصة الأكبر في السوق. ويعكس نمو بروفينانس جاذبية شبكة مصمَّمة خصيصاً للخدمات المالية وترميز الأصول، إذ استُخدمت المنصة لإصدار قروض مرمّزة وائتمان خاص ومنتجات مالية منظمة أخرى، ما يسهم في جلب الأدوات المالية التقليدية إلى البلوكشين.

ورغم هذا الأداء القوي، لا تزال هناك تساؤلات قائمة. فقد عبّر 0xngmi، الشريك المؤسس لمنصة التحليلات «ديفي لاما» (DeFiLlama)، سابقاً عن شكوكه في دقة الأرقام المعلنة من بروفينانس. وتعكس هذه الشكوك تحدياً مستمراً في قطاع الأصول الواقعية، يتمثل في ضمان شفافية البيانات واتساقها وإمكانية التحقق منها عبر مختلف المنصات.

الصورة الأوسع في مسار الترميز

يعكس توسّع الأصول الواقعية دفعة أوسع من القطاع المالي نحو إدخال الأصول التقليدية إلى الأنظمة القائمة على البلوكشين، من سندات الخزانة الأمريكية المرمّزة إلى العقارات والائتمان الخاص. ويعيد تمثيل الأصول على السلسلة تشكيل طريقة وصول المستثمرين إلى المنتجات المالية، مع تسارع الزخم العالمي في هذا الاتجاه. ففي وقت سابق من هذا العام، استكشفت عدة بنوك كبرى، من بينها «جي بي مورغان» و«سيتي»، أنظمة تسوية قائمة على البلوكشين مرتبطة بأصول مرمّزة.

في المقابل، تتسابق البروتوكولات اللامركزية لتوفير مجمّعات سيولة وأسواق لتداول هذه الرموز. ومع ذلك، تبقى تحديات قائمة، أبرزها الشفافية والوضوح التنظيمي والتحقق من البيانات، كما يظهر في التساؤلات حول الحصة السوقية المعلنة لبروفينانس. ويُعدّ التتبع الموثوق لقيمة الأصول الواقعية على السلسلة عنصراً أساسياً لبناء ثقة المستثمرين.

نمو سوق العملات المستقرة يعزز الزخم

إلى جانب الأصول الواقعية، شهد سوق العملات المستقرة أيضاً نمواً صحياً، إذ بلغ إجمالي المعروض منها حالياً 283.92 مليار دولار، بزيادة تفوق 6% عن الشهر الماضي. كما ارتفع عدد حامليها إلى أكثر من 192 مليون مستخدم، ما يؤكد استمرار العملات المستقرة كعمود فقري للسيولة في التمويل اللامركزي. ورغم تراجع أحجام تحويلات العملات المستقرة بنحو 9% هذا الشهر، فإن الاتجاه الصاعد في المعروض والتبني يدعم موجة الترميز، إذ غالباً ما تُستخدم العملات المستقرة كبوابة دخول للمستخدمين قبل انتقالهم إلى أصول مرمّزة أخرى.

التطلعات المستقبلية للأصول الواقعية

يشير الاقتراب من حاجز 30 مليار دولار من الأصول المرمّزة إلى أن الأصول الواقعية تجاوزت مرحلة التجارب ودخلت مرحلة التبني الواسع. ويُظهر تزايد عدد الحاملين أن المستثمرين باتوا مستعدين للثقة بالبنية التحتية للبلوكشين في حفظ الأدوات المالية الواقعية. وإذا واصلت بروفينانس الحفاظ على صدارتها، فقد ترسخ مكانتها كلاعب مهيمن في مجال ترميز الأصول المالية.

لكن مرونة شبكة إيثريوم، إلى جانب صعود شبكتي ZKsync Era وPolygon، توحي بأن مستقبل الأصول الواقعية سيظل على الأرجح متعدّد الشبكات. ومع احتدام المنافسة، سيكون ضمان البيانات الشفافة والقابلة للتحقق عاملاً محورياً. وقد تعتمد المرحلة التالية من نمو الأصول الواقعية على السلسلة بدرجة أقل على الأرقام المجردة، لكن بلوغ محطة 30 مليار دولار يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام، وإشارة واضحة إلى أن الترميز بات جزءاً لا يمكن إنكاره من مستقبل القطاع المالي.