استثمار ماستركارد البالغ 2 مليار دولار في العملات الرقمية قد يجعل البنوك تعمل على مدار الساعة

أعلنت شركة ماستركارد عن خطوة كبرى نحو عالم العملات الرقمية. ووفقًا لتقرير من موقع Cointelegraph، ستستثمر الشركة نحو 2 مليار دولار في مشاريع مرتبطة بالعملات المشفرة، في خطوة قد تغيّر نموذج العمل المصرفي التقليدي من خلال تمكين حركة الأموال في أي وقت، نهارًا أو ليلًا، دون التقيد بساعات عمل البنوك.

🔥 HUGE: Mastercard’s $2B move into crypto could make banking truly 24/7.

What happens when TradFi money never sleeps? pic.twitter.com/eo336rAaze

— Cointelegraph (@Cointelegraph) November 5, 2025

أهمية الخدمات المصرفية على مدار الساعة

تعمل البنوك التقليدية وفق ساعات عمل محددة، وغالبًا ما تستغرق المدفوعات أيامًا، بينما تتطلب التحويلات الدولية المرور عبر عدة بنوك. أما أنظمة البلوكشين فتعمل على مدار الساعة، وتتيح نقل الأموال الرقمية بشكل فوري عبر الحدود.

وفي حال دمجت ماستركارد العملات الرقمية ضمن شبكتها، سيتمكن الأفراد من الدفع والتحويل والوصول إلى أموالهم في أي وقت، ما سيجعل الخدمات المصرفية أكثر انسجامًا مع العالم الرقمي الذي يعتمد على السرعة والمرونة.

ويرى الخبراء أن هذه الخطوة قد تفيد الشركات بشكل كبير، خاصة تلك التي تعمل عبر مناطق زمنية مختلفة، حيث يمكنها تسوية المدفوعات فورًا عبر البلوكشين، مما يوفر الوقت والتكاليف.

كيفية استثمار 2 مليار دولار

سيُستخدم مبلغ الـ2 مليار دولار لدعم العديد من مشاريع العملات الرقمية، كما تخطط ماستركارد للتعاون مع منصات الأصول الرقمية وتحسين البنية التحتية للبلوكشين. وتسعى أيضًا إلى توسيع خدماتها لتتيح للمستخدمين الدفع مباشرة بالعملات الرقمية عبر شبكتها.

وسيوجّه جزء من التمويل نحو البحث والتطوير، إذ تهدف الشركة إلى ابتكار أدوات تجعل استخدام العملات الرقمية أكثر سهولة وأمانًا، بما في ذلك محافظ رقمية أكثر تطورًا، ومدفوعات أسرع عبر الحدود، ورسوم أقل للمستخدمين.

التأثير على البنوك التقليدية

يشير دخول ماستركارد بهذا الحجم إلى عالم العملات الرقمية إلى أن البنوك لم تعد قادرة على تجاهل هذا القطاع. فإذا بدأت شبكات الدفع الكبرى في العمل على مدار الساعة، فسيكون على البنوك التقليدية مواكبة هذا التغيير، إذ سيتوقع العملاء مدفوعات فورية، وستسعى الشركات إلى حلول مالية أسرع وأكثر مرونة.

لكن التحديات لا تزال قائمة، إذ إن أسعار العملات الرقمية متقلبة، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بالأمان والامتثال التنظيمي. لذلك سيكون على ماستركارد ضمان سلامة أنظمتها وامتثالها للقوانين، مع الحفاظ في الوقت نفسه على السرعة وسهولة الاستخدام.

مستقبل القطاع المصرفي

لن يغيّر استثمار ماستركارد البالغ 2 مليار دولار النظام المصرفي بين ليلة وضحاها، لكنه يمثل خطوة كبيرة نحو تحويل الخدمات المصرفية إلى نموذج أكثر مرونة وانفتاحًا على التعامل بالعملات الرقمية في أي وقت.

ومع اندماج العملات المشفرة تدريجيًا في النظام المالي التقليدي، لم يعد السؤال ما إذا كانت الخدمات المصرفية ستعمل على مدار الساعة، بل مدى سرعة تحقق ذلك. وتبدو ماستركارد عازمة على قيادة هذا التحول نحو مستقبل لا ينام فيه المال.