ازدياد استثمارات علي بابا في إيثريوم مع هيمنة الحيتان الكوريين الجنوبيين

يُظهر مؤسس علي بابا، جاك ما، اهتمامًا متجددًا بإيثريوم، إذ دعمت شركته «يونفنغ فاينانشال» مشروع تأمين جديد قائم على شبكة إيثريوم يُدعى «Anthea Holding»، وفقًا لتقرير من «كوينتيليغراف».

⚡ INSIGHT: Alibaba founder's company backs another Ethereum-based project, South Korean whales account for 91% of the market.

Asia Express via Cointelegraph Magazine pic.twitter.com/2o4nEpJtBL

— Cointelegraph (@Cointelegraph) October 10, 2025

مشروع «Anthea»، الذي يتخذ من برمودا مقرًا له، جمع 22 مليون دولار في جولة تمويل من الفئة A لتطوير منتجات تأمين على الحياة باستخدام تقنية إيثريوم. يهدف المشروع إلى جعل خدمات التأمين أسرع وأرخص وأكثر شفافية عبر الاعتماد على البلوكشين. وقد قادت «يونفنغ فاينانشال» جولة التمويل، في إشارة إلى تزايد ثقتها في إمكانات إيثريوم خارج نطاق تداول العملات المشفرة.

من الشك إلى الإيمان: نظرة جاك ما المتغيرة تجاه العملات المشفرة

قبل عدة أعوام، كان جاك ما متشككًا في عملة بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية، محذرًا الناس من مخاطرها وواصفًا بيتكوين بأنها فقاعة. لكن تحركاته الأخيرة تظهر تغيرًا واضحًا في موقفه.

من خلال «يونفنغ فاينانشال»، بدأ ما تدريجيًا بالاستثمار في شركات مرتبطة بالعملات المشفرة خارج الصين. ودعمه مؤخرًا لمنصة تأمين قائمة على إيثريوم يشير إلى أنه بات يرى البلوكشين عنصرًا أساسيًا في النظام المالي المستقبلي.

تتوسع استخدامات إيثريوم في التمويل الحقيقي بسرعة. ومن خلال الاستثمار في «Anthea»، تراهن «يونفنغ» على قدرة إيثريوم على ربط التمويل التقليدي بالعالم الرقمي. وتشير تقارير إلى أن «يونفنغ» اشترت مؤخرًا 10,000 إيثريوم بقيمة تقارب 44 مليون دولار لتخصيصها كاحتياطي استراتيجي لمشاريع البلوكشين.

الحيتان الكوريون الجنوبيون يسيطرون على 91% من السوق

في الوقت الذي يستكشف فيه المستثمرون الصينيون مشاريع إيثريوم، تكشف سوق العملات المشفرة في كوريا الجنوبية عن اتجاه مختلف. فقد كشف تقرير جديد لـ«كوينتيليغراف» أن الحيتان الكوريين الجنوبيين يسيطرون على 91% من إجمالي حجم التداول في المنصات الكبرى.

يعني ذلك أن غالبية التداولات في كوريا الجنوبية تتم عبر مجموعة صغيرة من كبار المستثمرين أو المؤسسات. وتمتلك هذه الحيتان تأثيرًا كبيرًا على الأسعار والسيولة، إذ يمكن لتحركاتهم الشرائية أو البيعية أن تدفع الأسعار للصعود أو الهبوط بسرعة كبيرة.

هذا الواقع جعل السوق محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للمتداولين الأفراد. ويقول العديد من المستثمرين الأفراد إنهم يجدون صعوبة في المنافسة أو التنبؤ باتجاهات الأسعار في سوق يهيمن عليه الحيتان. ويرى محللون أن هذا المستوى من السيطرة قد يجذب قريبًا اهتمام الجهات التنظيمية المالية.

ما الذي يعنيه ذلك لمشهد العملات المشفرة في آسيا

تعكس القصتان مدى سرعة تطور سوق العملات المشفرة في آسيا. فمن جهة، يدعم مستثمر رئيسي مثل جاك ما مشاريع إيثريوم التي تهدف إلى بناء أدوات مالية حقيقية. ومن جهة أخرى، تُظهر السوق الكورية الجنوبية كيف يمكن للقوة أن تبقى مركزة في أيدي قلة من اللاعبين الكبار.

ويقول الخبراء إن مستقبل العملات المشفرة في آسيا سيتوقف على إيجاد توازن بين الابتكار وإتاحة فرص متكافئة في السوق. فإذا نجحت مشاريع مثل «Anthea»، فقد تصبح إيثريوم منصة موثوقة للبنوك وشركات التأمين والحكومات. لكن المنطقة تحتاج أيضًا إلى معالجة مسألة هيمنة السوق لحماية المستثمرين الأفراد وضمان استقرار طويل الأمد.

باختصار، قصة العملات المشفرة في آسيا مزيج من الثقة والتحول والتحديات. فمن إيمان جاك ما الجديد بإيثريوم إلى السوق الكورية التي تقودها الحيتان، يتعاظم دور آسيا بسرعة، لتظل واحدة من أكثر القوى نشاطًا وتأثيرًا في عالم العملات المشفرة عالميًا.