احتمالية وصول البيتكوين إلى 150 ألف دولار تنخفض إلى 36٪ قبل عملية التنصيف في 2026

يعيد متداولو البيتكوين تقييم تفاؤلهم، إذ انخفضت احتمالية وصول سعر البيتكوين إلى 150 ألف دولار قبل عملية التنصيف في عام 2026 إلى 36٪، وفقًا لبيانات التوقعات من منصة «كالشي». يعكس هذا التحول في الاحتمالات تراجعًا في المعنويات الصعودية على المدى القصير، رغم أن المستثمرين ما زالوا واثقين عمومًا من إمكانات البيتكوين على المدى الطويل.

المتداولون يعيدون تسعير الحركة الكبرى القادمة للبيتكوين

غالبًا ما تُستخدم أسواق التوقعات كمؤشر لقياس معنويات السوق. وتشير أحدث بيانات «كالشي» إلى أن نحو متداول واحد من كل ثلاثة فقط يعتقد أن البيتكوين سيصل إلى 150 ألف دولار قبل أبريل 2026. ورغم أن هذا الاحتمال ما زال كبيرًا نسبيًا، فإنه يمثل تراجعًا واضحًا عن التفاؤل السابق خلال صعود البيتكوين إلى ما فوق 120 ألف دولار.

شارك حساب «Whale Insider» على منصة إكس رسمًا بيانيًا يُظهر تقلّب المعنويات، إذ تلاها انخفاض تدريجي ثم مرحلة من التماسك السعري. وسجّل حجم العقود المتداولة أكثر من 13 مليون دولار، ما يشير إلى نشاط قوي في التداول، لكنه يعكس أيضًا تردّدًا بشأن بلوغ قمم جديدة على المدى القريب. أما في المنصة المنافسة «Polymarket»، فتبدو الاحتمالات أقل، إذ تتراوح بين 27٪ و31٪ لاحتمال وصول البيتكوين إلى 150 ألف دولار بحلول مارس 2026. وأوضح أحد المحللين على منصة إكس أن هذا التراجع لا يعني بالضرورة نظرة هبوطية، قائلاً: «عندما تنخفض احتمالات كالشي، فذلك بمثابة إعادة معايرة. المتداولون يقولون ضمنيًا: ما زلنا متفائلين، لكن بثقة أقل».

صناديق البيتكوين المتداولة تسجّل تدفقات خارجة مع تراجع المعنويات

أظهرت بيانات «SoSoValue» تسجيل تدفقات خارجة صافية بلغت 186.5 مليون دولار من صناديق البيتكوين الفورية الأمريكية في 3 نوفمبر، ليصل إجمالي الأصول المُدارة إلى نحو 143.51 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 6.75٪ من القيمة السوقية للبيتكوين. وسجّل صندوق «iShares Bitcoin Trust (IBIT)» التابع لـ«بلاك روك» كامل التدفقات الخارجة، في حين بقيت الصناديق الأخرى مثل «FBTC» التابع لـ«فيدليتي» و«ARKB» التابع لـ«آرك» مستقرة. ورغم هذا التراجع، لا تزال التدفقات التراكمية عبر جميع الصناديق تتجاوز 61 مليار دولار.

تشير الصورة العامة إلى أن الاهتمام المؤسسي لم يختفِ، لكن المستثمرين قد يكونون بصدد جني الأرباح أو انتظار إشارات أوضح على المستوى الكلي قبل العودة بقوة إلى السوق. وقد سجّلت صناديق فيدليتي وغرايسكيل وآرك أحجام تداول بلغت مئات الملايين من الدولارات، إلا أن الأسعار اليومية تراجعت بنحو 2.9٪. ويعكس هذا الانخفاض المتزامن بين الصناديق تصحيح البيتكوين نفسه، إذ تراجع سعر الأصل إلى نحو 107,600 دولار بعد هبوط أكتوبر.

المؤشرات الاقتصادية الكلية تلمّح إلى فترة تباطؤ مؤقتة

وفقًا لمنصة الأبحاث «Cointel»، تُظهر المؤشرات الاقتصادية الكلية الأوسع إشارات على فترة تهدئة قبل المرحلة التالية من صعود البيتكوين. وأشارت المنصة إلى زيادة في السيولة مقابل استقرار في الأسعار، ما يُظهر أن البيتكوين لا يزال مقوَّمًا بأقل من قيمته مقارنة بالعملات المستقرة. كما ذكرت أن نحو 3.4 تريليون دولار من رؤوس الأموال خرجت من أسواق الذهب هذا العام، وهو ما يعادل القيمة السوقية المجمعة لبيتكوين وإيثريوم وباينانس كوين وسولانا وXRP. وقد يعود هذا التحول الرأسمالي بالفائدة على أصول العملات الرقمية مع بحث المستثمرين عن أدوات تحوّط بديلة.

في الوقت نفسه، تُشير العوامل العالمية مثل القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين وأنماط الاجتماعات الأخيرة للجنة السوق المفتوحة الفدرالية إلى احتمالية حدوث تقلبات على المدى القصير. ويتوقع المحللون حصول بعض التراجعات قبل أن يحاول البيتكوين تسجيل قمة تاريخية جديدة.

المتداولون متحفظون لكنهم لا يزالون متفائلين

شارك المحلل «JV Trades» أنه لا يزال يتوخّى الحذر، محافظًا على مراكزه البيعية المفتوحة من مستويات 124 ألفًا و113 ألف دولار إلى أن تتحوّل الاتجاهات طويلة الأجل إلى صعودية مجددًا. وأشار إلى منطقتين أساسيتين للمقاومة عند 108,300 و112,000 دولار، واللتين قد تحددان ما إذا كان البيتكوين سيواصل الهبوط أو سيشهد ارتدادًا.

في الوقت الراهن، تسود أجواء من إعادة التوازن الحذر في أسواق التوقعات وتدفّقات صناديق الـETF. ولا تزال الأسس الطويلة الأجل للبيتكوين قوية، لكن المتداولين يبدو أنهم يفضلون انتظار استقرار السوق قبل التحرك الكبير التالي. وكما لخّص أحد المتداولين: «الجميع يتحول إلى التشاؤم قبل أن يفاجئهم السوق. استمر في المراهنة ضد البيتكوين، فهو يعشق إثبات العكس».