أداة ذكاء اصطناعي جديدة لفحص مقترحات كاردانو لأتمتة الحوكمة

أدى تراكم المهام المرتبطة بالحوكمة داخل كاردانو إلى الحاجة لأدوات مساندة، وفي عام 2025 تم طرح أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لفحص المقترحات، طوّرتها GriffinAI بالتعاون مع مؤسسة كاردانو. وتهدف الأداة إلى تقليل الوقت الطويل الذي يقضيه أعضاء اللجنة الدستورية في مراجعة المقترحات ضمن نموذج الحوكمة CIP-1694. ووفقاً لـ GriffinAI، يستغرق المراجعون أكثر من 50 ساعة في المتوسط لمراجعة كل مقترح، وهو ما بات عاملاً مستنزفاً يثير قلقاً متزايداً داخل النظام البيئي.

تعمل الأداة من خلال أتمتة تحليل الوثائق، وإجراء الفحوص الدستورية، وتحليلات الأثر، إضافة إلى توفير ملخصات على مستوى عالٍ، ما يتيح لأعضاء الحوكمة التركيز على القرارات الاستراتيجية بدلاً من الغرق في قراءة المستندات التفصيلية.

الحاجة إلى الأتمتة في ظل حوكمة CIP-1694

أطلقت مرحلة “فولتير” من كاردانو الإطار الفعلي للحوكمة اللامركزية في 2025، واضعةً مسؤوليات كبيرة على أول لجنة دستورية مُنتخبة بالكامل. ويضع معيار CIP-1694 متطلبات صارمة لتقييم المقترحات، وإجراء التعديلات الدستورية، واعتماد المجتمع. لكن مع ارتفاع عدد المقترحات، أصبح الوقت المتاح لإجراء مراجعات يدوية عائقاً هيكلياً يحد من تطور النظام البيئي.

وتُظهر التجارب السابقة في الحوكمة، مثل مشروع Catalyst، أن المراجعات اليدوية كانت بطيئة وتفتقر إلى الاتساق. وتزايدت هذه المخاوف مع الارتفاع الكبير في عدد المقترحات هذا العام. ويؤكد المحللون أن الحوكمة اللامركزية لا يمكن أن تكون فعالة إلا عندما تكون عملية المراجعة قابلة للتوسّع ومصحوبة بمشاركة واسعة من المجتمع. وقد تهدد التأخيرات الإجرائية ثقة المجتمع ما لم يتحسن مستوى الكفاءة. وتتيح الأداة قراءة المقترحات، وتحديد التعارضات مع الدستور، ورصد عوامل المخاطر، وإنتاج ملخصات.

روبوتات ذكية

على الرغم من القدرات المتقدمة للأداة، يؤكد المطوّرون أنها لا تهدف إلى استبدال العنصر البشري في الحوكمة. وبدلاً من ذلك، تعمل كأداة مساعدة لتخفيف الأعباء وضمان بقاء القرار النهائي بيد المراجعين من البشر. وقالت GriffinAI في بيانها إن الهدف هو إزالة اختناق كبير في عملية الحوكمة، وليس ترك اتخاذ القرار للأنظمة المؤتمتة.

ويشير مراقبو القطاع إلى أن كاردانو ليست الجهة الوحيدة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة البلوكشين. إذ تعتمد العديد من الـDAO المبنية على إيثريوم أدوات تعلم آلي لفرز المقترحات ورصد التعارضات مع القواعد الداخلية. وقد يصبح “فاحص المقترحات” جزءاً من هيكل الحوكمة طويل المدى في كاردانو مع اتساع نطاق المشاركة. ويدخل النظام البيئي حالياً مرحلة تجارب، وسط توقعات بأن تشق المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي طريقها إلى الشبكة.