آلية «إثبات التاريخ» في سولانا تغيّر البلوكشين إلى الأبد — هكذا تعمل

آلية إثبات التاريخ (PoH) التي طوّرتها سولانا تعيد ابتكار طريقة معالجة الزمن وترتيب المعاملات على البلوكشين.
وعلى عكس إثبات العمل (PoW) أو إثبات الحصّة (PoS)، تُدخل PoH مفهوم الزمن مباشرة في البلوكشين.
تضيف الآلية طوابع زمنية مشفّرة لكل معاملة، ما يوفّر دليلاً على ترتيب الأحداث. هذه المقاربة تقلّل الحاجة إلى التواصل المستمر بين المدقّقين، وهو من أبرز نقاط الازدحام في البلوكشينات التقليدية.

⏳ #CryptoFacts: What is Proof of History (PoH)? ⏳

Proof of History (PoH) is a unique consensus mechanism used by Solana, adding timestamps to transactions to verify the order of events. This method improves efficiency by reducing the need for extensive communication between… pic.twitter.com/llllAvdcBR

— Dex-Trade (@dextrade_) November 11, 2025

كيف يعمل إثبات التاريخ

تقع دالة التأخير القابلة للتحقق (VDF) في صميم PoH.
تُنشئ هذه الدالة سلسلة زمنية مشفّرة، إذ يعتمد كل تجزئة جديدة على التجزئة السابقة.
يقوم المدقّقون بعد ذلك بإرفاق المعاملات بهذه السلسلة وفق ترتيبها الزمني.
وبما أن كل معاملة تحمل طابعاً زمنياً مسبقاً، لا يحتاج العقد إلى مزامنة الوقت بينها.
هذا يقلّل زمن الاستجابة بشكل كبير، ويسمح لسولانا بتحقيق سرعات غير ممكنة في شبكات أخرى.

لا تعمل PoH منفردة، بل تتكامل مع إثبات الحصّة (PoS).
يقوم PoS بالتحقق من المعاملات، بينما تضمن PoH تنفيذها وفق التسلسل الصحيح.
هذا التوازن يمنح سولانا ميزة خاصة في السرعة وكفاءة استهلاك الطاقة.

لماذا يُعدّ إثبات التاريخ مهماً

تتيح PoH لسولانا معالجة ما يصل إلى 65,000 معاملة في الثانية (TPS)، وهو رقم يتفوّق بفارق كبير على تقنيات أخرى مثل إيثريوم (بين 15 و30 TPS) أو بيتكوين (7 TPS).
لا يوجد تراكم يبطئ الشبكة كما كان يحدث سابقاً.
لا يضيّع المدقّقون الوقت في الاتفاق على أي معاملة حدثت أولاً — فالبلوكشين نفسه يحمل الإجابة.

كما تتجنّب سولانا خطر التلاعب بالمصادر الزمنية الخارجية، إذ يعتمد النظام على وقته الداخلي.
هذا يجعل PoH أسرع، وأكثر أماناً، وأقل عرضة للتلاعب.

الفوائد التقنية والابتكار

تُسهم هذه التقنيات مجتمعة في أداء سولانا السريع.
وتُظهر الاختبارات أن PoH يمكنها التكيّف مع فروقات سرعة كبيرة بين العقد، إذ تبقى الشبكة متزامنة حتى عند اختلاف السرعة بنسبة 30% بين أسرع وأبطأ مدقّق.
كما يحافظ النظام على استهلاك منخفض للطاقة، ما يجعله بديلاً صديقاً للبيئة مقارنة بأنظمة إثبات العمل.

هذه الابتكارات التقنية ساعدت سولانا على ترسيخ موقعها كشبكة من الطبقة الأولى (Layer-1) تُستخدم في التمويل اللامركزي (DeFi)، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وتطبيقات الألعاب.

مقارنةً بإثبات العمل: يعتمد PoW، كما في بيتكوين، على حل ألغاز حسابية معقدة تستهلك الكثير من الطاقة. PoH يلغي هذه الحاجة، ويركّز على إنتاج بيانات مرتّبة توفر الطاقة وتزيد القدرة الاستيعابية.

مقارنةً بإثبات الحصّة: يستخدم PoS — كما في إيثريوم 2.0 — رموزاً مُجمّدة لاختيار المدقّقين، لكنه ما يزال يعتمد على التواصل لتحديد ترتيب المعاملات.
PoH تحل هذه المشكلة بإضافة الزمن مباشرة داخل السلسلة.

التحديات والانتقادات

رغم نجاح PoH، تواجه الآلية بعض الانتقادات. يشير البعض إلى مخاطر محتملة تتعلق بالمركزية، إذ قد تتحول سلسلة VDF — نظرياً — إلى نقطة فشل واحدة إذا تعطّلت.
كما أن ازدحام الشبكة والانقطاعات التي شهدتها سولانا بين 2021 و2023 ما تزال حاضرة في الذاكرة، لكن التحديثات الأخيرة عالجت معظم هذه المشكلات.
شهدت الشبكة في عام 2025 أداءً قوياً مع استقرار أكبر وفعالية أعلى للمدقّقين.

توسّع الاعتماد وتأثيره في القطاع

بحلول نهاية 2025، ما يزال إثبات التاريخ يجذب المطوّرين والمتداولين والمنصات.
وتعكس المواد التعليمية التي تشاركها جهات مثل Dex-Trade — ومنها منشوراتها الأخيرة ضمن وسم CryptoFacts — الاهتمام المتزايد بهذا النموذج.

أعاد إثبات التاريخ ابتكار أداء البلوكشين.
وقدّمت سولانا خطوة متقدمة عبر تحويل الزمن إلى دليل مشفّر يدمج السرعة بالأمان والاستدامة.
قد يصبح PoH النموذج المعتمد للجيل الجديد من البلوكشينات، مع انتقال المزيد من المنصات والمطوّرين ومنظومات الـDeFi إلى سولانا.

تؤكد هذه التطورات أن الابتكار في البلوكشين لا يتعلق فقط بالمال — بل بالزمن أيضاً.