آرثر هايز يتوقع وصول بيتكوين إلى 3.4 مليون دولار بحلول 2028

قدّم آرثر هايز، الشريك المؤسس لمنصة BitMEX، سيناريو جريئًا يتصور فيه ارتفاع بيتكوين إلى 3.4 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. وجاءت توقعاته في مقال حديث، استند فيه إلى احتمال توسع نقدي كبير إذا اعتمدت إدارة ترامب الثانية سياسة التحكم في منحنى العائد (YCC) وضخت كميات هائلة من الائتمان في الاقتصاد الأميركي.

التحكم في منحنى العائد والتوسع النقدي

يقارن هايز بين الاقتصاد الأميركي الحديث وفترة الحرب العالمية الثانية، عندما حدّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي من عوائد السندات لتمويل الإنفاق العسكري. ففي الفترة بين 1942 و1951، ثبّت الفيدرالي عوائد أذون الخزانة قصيرة الأجل عند 0.675% والعوائد طويلة الأجل عند 2.5%. وقد أتاح ذلك للحكومة الاقتراض بتكلفة منخفضة وتوجيه الائتمان نحو الصناعة الحربية.

ويرى هايز أن فريق ترامب الاقتصادي، بقيادة المستثمر وليام “بافالو بيل” بيسنت، قد يسلك نهجًا مشابهًا إذا خضع الفيدرالي لنفوذ سياسي أكبر. إذ يمكنه خفض الفوائد على الاحتياطيات وشراء كميات ضخمة من سندات الخزانة، ما يؤدي إلى تضخم ميزانية الفيدرالي وارتفاع حاد في حجم الائتمان المتاح. ويعتبر هايز أن هذا يشبه “التلاعب بمنحنى العائد” لتوجيه التمويل نحو الصناعات الدفاعية والصناعات الثقيلة، وربما دعم الحملات الجيوسياسية.

دروس من حزم التحفيز في جائحة كوفيد-19

لاحتساب الأثر المحتمل، يستشهد هايز بتجربة جائحة كوفيد-19، حين اشترى الفيدرالي نحو 40% من مجمل الديون الصادرة عن الخزانة، فيما توسع الائتمان المصرفي بـ2.5 تريليون دولار. وبالاعتماد على هذا النموذج، يتوقع هايز أن برنامج YCC بقيادة ترامب قد يضيف 15.2 تريليون دولار من الائتمان الجديد بحلول 2028.

الافتراض الأساسي في حساباته هو حساسية بيتكوين لنمو الائتمان. إذ ارتفعت بيتكوين خلال الجائحة بالتوازي مع التوسع النقدي، لتُظهر ارتباطًا تقريبيًا عند 0.19 بين نمو الائتمان ونسبة ارتفاع السعر. وتطبيق هذا المعدل على توقع ضخ 15 تريليون دولار يقود إلى سعر مستهدف قدره 3.4 مليون دولار لبيتكوين.

رهان اتجاهي وليس توقعًا دقيقًا

يشدد هايز على أن هذا الرقم لا يجب اعتباره توقعًا دقيقًا، بل دليلًا على الاتجاه. الفكرة الأساسية أن بيتكوين تزدهر في بيئة التوسع النقدي غير المنضبط، بينما تفقد العملات الورقية قوتها الشرائية. ويعترف بأن الرقم يبقى افتراضيًا، لكنه يؤكد أن الاتجاه واضح: «هدفي أن أحدد الاتجاه الصحيح وأن أراهن على أسرع حصان».

شكوك حول أثر السوق

رغم الرقم اللافت، يحاول هايز تهدئة التوقعات. فهو لا يجزم بأن بيتكوين ستصل إلى 3.4 مليون دولار، لكنه يرى أنها سترتفع بشكل ملحوظ عن مستواها الحالي البالغ نحو 115,000 دولار إذا ضُخت تريليونات إضافية في الاقتصاد. كما يشير هايز إلى أن البنوك المركزية الأجنبية أقل استعدادًا اليوم لشراء الديون الأميركية مقارنة بالماضي، ما يعني أن الفيدرالي قد يضطر إلى استيعاب حصة أكبر منها. وبرأيه، هذا يزيد احتمالات التوسع النقدي العدواني، وهو ما يعتبره سيناريو صعوديًا لبيتكوين.

بيتكوين كـ«أقوى مضمار»

يؤكد هايز أن الرسالة الأوسع هي أن بيتكوين تبقى أفضل وسيلة للتحوط ضد الإفراط النقدي. ففي بيئة تلجأ فيها الحكومات إلى القمع المالي وضخ ائتمان غير محدود لدعم سياساتها، يرى هايز أن بيتكوين تتميز بكونها أصلًا نادرًا وغير سيادي.

المعلق الصيني في مجال البلوكشين وو شُو لخّص مقال هايز بالقول إن الهدف الحقيقي لم يكن إثارة الجدل برقم صادم، بل تعزيز الفكرة أن بيتكوين تتفوق على الأصول التقليدية عندما يصبح التوسع النقدي أمرًا لا مفر منه.

التوقعات

بالنسبة لهايز، فإن توقع 3.4 مليون دولار لبيتكوين أقل ارتباطًا بالوصول إلى رقم محدد وأكثر تركيزًا على الاتجاهات الكلية. فإذا نُفذت سياسة التحكم في منحنى العائد والتوسع الائتماني واسع النطاق في ظل إدارة ترامب، يعتقد هايز أن بيتكوين ستكون المستفيد الأكبر.

سواء تحقق رقم 3.4 مليون دولار أم لا، تبقى الرسالة الأساسية ثابتة: في عالم من الطباعة المستمرة للنقود، تظل بيتكوين، كما وصفها هايز، «أسرع حصان».