صناديق المؤشرات المرتبطة ببيتكوين وإيثريوم تشهد سحوبات كبيرة مع توقف المستثمرين

في 4 سبتمبر 2025، قام مستثمرو العملات المشفرة بخطوة لافتة، حيث شهدت صناديق المؤشرات المرتبطة ببيتكوين سحوبات بقيمة 222.9 مليون دولار، فيما فقدت صناديق إيثريوم 167.3 مليون دولار في يوم واحد فقط.

هذا يعكس حذر المستثمرين. فالأسعار لم تنهار، لكن المتعاملين فضلوا التريث وإعادة تقييم المخاطر وربما جني بعض الأرباح. وكأنهم يقولون: «لننتظر ونرى ما سيحدث لاحقاً».

صناديق بيتكوين تتعرض لضغوط

تحظى صناديق بيتكوين بشعبية لأنها تتيح الاستثمار في العملة من دون الحاجة لشرائها مباشرة. لكن أرقام هذا اليوم أظهرت أن حتى كبار المستثمرين يتصرفون بحذر عندما تسود حالة من عدم اليقين في السوق.

خلال الشهر الماضي، سجلت صناديق بيتكوين خسائر في التدفقات بحوالي 750 مليون دولار. ويُعزى ذلك جزئياً إلى المخاوف بشأن الاقتصاد وأسعار الفائدة والتشريعات الحكومية الجديدة. ومع ذلك، لم تهبط بيتكوين بشكل حاد، إذ بقيت فوق مستوى 110,000 دولار، ما يوضح أن الثقة بالعملة ما زالت قائمة رغم عمليات السحب.

صناديق إيثريوم ليست في مأمن أيضاً

سجلت صناديق إيثريوم أيضاً سحوبات كبيرة بلغت 167.3 مليون دولار في يوم واحد. لكن اللافت أن هذا المبلغ لا يمثل سوى 1.3% من إجمالي أصول هذه الصناديق، ما يعني أن الغالبية العظمى من المستثمرين لا تزال متمسكة بمراكزها.

إيثريوم أكثر من مجرد عملة رقمية، فهي تستخدم في التمويل اللامركزي وقطاع الـNFTs ومشاريع البلوكشين الأخرى. كما أنها تمر بمرحلة تطوير نحو «إيثريوم 2.0» الذي من المتوقع أن يجعلها أسرع وأكثر كفاءة. لذلك، يرجح أن تكون هذه السحوبات مجرد تحركات قصيرة الأجل، مرتبطة بجني أرباح لا بانعدام الثقة.

ماذا تعكس معنويات المستثمرين؟

خروج الأموال من صناديق بيتكوين وإيثريوم لا يعني حالة ذعر. بل يشير إلى حذر مدروس.

المستثمرون يعيدون توزيع أموالهم بين الأصول. بعضهم يبقى في العملات المشفرة، بينما ينقل آخرون جزءاً منها إلى أدوات أكثر أماناً مثل النقد أو الأسهم. الهدف هو الحماية في حال شهد السوق تقلبات حادة. أقرب ما يكون إلى الضغط على زر «إيقاف مؤقت» بدلاً من زر «إيقاف نهائي».

الأسعار تبقى مستقرة نسبياً

على الرغم من حركة الأموال الكبيرة، لم يشهد السوق انهياراً. فقد ظلت بيتكوين فوق 110,000 دولار، وإيثريوم فوق 4,300 دولار. وهذا يعكس أن المستثمرين على المدى الطويل ما زالوا واثقين.

كما أن نشاط التداول في العقود الآجلة ومنتجات العملات المشفرة الأخرى لا يزال قوياً. ما يعني أن الرهان على بيتكوين وإيثريوم مستمر على المدى البعيد رغم السحوبات.

ما الذي ينتظر السوق؟

يراقب المستثمرون عن كثب الأخبار الاقتصادية، والقرارات التنظيمية، والتطورات التقنية. والسحوبات التي تمت في 4 سبتمبر تذكير واضح بأن سوق العملات المشفرة لا يمكن التنبؤ به دائماً. وبالتالي، فإن التراجع المؤقت قد يكون الخيار الأكثر حكمة أحياناً.

حالياً، معظم المستثمرين لا يغادرون السوق كلياً. إنما يفضلون التوقف قليلاً، جني الأرباح أو انتظار الفرصة المقبلة. وتبقى بيتكوين وإيثريوم اللاعبين الرئيسيين اللذين يحظيان بالثقة والمتابعة الأكبر.

الخلاصة

تكشف السحوبات من صناديق المؤشرات أن المستثمرين يتصرفون بحذر، لكن من دون خوف. إنهم يديرون المخاطر بشكل متوازن ويحققون بعض المكاسب على الطريق.

بيتكوين وإيثريوم ما زالتا صامدتين، وتواصلان إثبات قوتهما وجذب الاهتمام من المستثمرين الكبار والصغار. السوق يتكيف، لكن الأساسيات تبقى متينة. والرسالة واضحة: التراجع المؤقت أمر طبيعي، لكن العملات الرائدة مثل بيتكوين وإيثريوم ما زالت راسخة في المشهد.