روسيا تناقش استخدام محطة نووية مع بروز فكرة تعدين بيتكوين

تجري روسيا، بحسب تقارير، مناقشات حول خيارات جديدة لإدارة محطة زابوريجيا النووية، من بينها احتمال استخدام كهربائها في تعدين بيتكوين. وبرزت الفكرة خلال تصريحات حديثة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أوردته صحيفة كوميرسانت. وتأتي هذه المناقشات ضمن محادثات أوسع تتعلق بمستقبل تشغيل المحطة وإمكانية التعاون مع الولايات المتحدة.

محطة زابوريجيا تدخل محادثات استراتيجية

أفادت صحيفة كوميرسانت بأن روسيا تجري محادثات مع الولايات المتحدة تتعلق بإدارة محطة زابوريجيا النووية، وهي أكبر منشأة نووية في أوروبا. وبحسب التقرير، أقرّ فلاديمير بوتين بأن أفكار الإدارة المشتركة تخضع للدراسة.

ووفقاً للتقرير، أبدى ممثلون عن الولايات المتحدة اهتماماً باستخدام فائض الكهرباء من المحطة في تعدين بيتكوين، من دون الإعلان عن أي مقترح رسمي. وتشير هذه الملاحظة إلى أن الأنشطة الرقمية كثيفة الاستهلاك للطاقة باتت جزءاً من النقاش الأوسع. وقد ظلت المحطة أصلاً استراتيجياً بالغ الأهمية في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة، وأي تغييرات في إدارتها أو إنتاجها من شأنها أن تحمل تداعيات إقليمية ودولية.

الإشارة إلى تعدين بيتكوين تبرز جدل استخدام الطاقة

يسلط الاهتمام المبلغ عنه بتعدين بيتكوين الضوء على حجم الطاقة التي تولدها منشأة زابوريجيا. فالمحطات النووية تنتج طاقة أساسية مستقرة، ما يجعلها مناسبة تقنياً للعمليات المستمرة مثل التعدين. ويتطلب تعدين بيتكوين كميات كبيرة من الكهرباء لتأمين الشبكة. وفي السنوات الأخيرة، استكشفت عدة دول وشركات ربط عمليات التعدين بمصادر طاقة فائضة أو معطلة. ومع ذلك، لم تُقدَّم أي تفاصيل حول السعة أو الجداول الزمنية أو ما إذا كان مثل هذا المخطط سيتجاوز مرحلة النقاش. كما لم يوضح التقرير ما إذا كان التعدين سيتم في الموقع نفسه أو عبر منشآت مرتبطة بالشبكة.

السياق السياسي والاقتصادي لا يزال غير واضح

وبحسب ما ورد، جاءت تصريحات فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس الدولة تناول مجموعة واسعة من القضايا، من بينها تدريب الكوادر والمفاوضات الجيوسياسية. وأشارت كوميرسانت إلى أن النقاش حول المحطة النووية شمل أيضاً مسائل إمدادات الكهرباء المرتبطة بأوكرانيا. وذكر بوتين أن متخصصين أوكرانيين يواصلون العمل في المنشأة التي باتت الآن تحت الإدارة الروسية. ويضيف استخدام الطاقة النووية في تعدين العملات المشفرة بعداً جديداً إلى الجدل العالمي حول الطاقة، إذ يطرح تساؤلات أكثر حدة بشأن من يسيطر على هذه الطاقة، وكيف يتم تنظيمها، وما إذا كانت الرقابة الدولية قادرة على مواكبة ذلك.

المناقشات لا تزال أولية

في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على إبرام اتفاق رسمي أو إطلاق مشروع تجريبي. ولم يعلن مسؤولون روس حتى الآن عن أي خطة ملموسة تربط إنتاج المحطة من الكهرباء بتعدين بيتكوين. وبالمثل، لم يصدر عن مسؤولين أمريكيين أي تعليق علني بشأن اهتمام محتمل بعمليات تعدين مرتبطة بمحطة زابوريجيا. ويبدو أن الإشارة تقتصر على تصريحات نقلتها كوميرسانت.

وتعكس الإشارة إلى تعدين بيتكوين مناقشات استكشافية أكثر منها سياسة معتمدة. وبينما تسلط الفكرة الضوء على الترابط المتزايد بين البنية التحتية للطاقة والأصول الرقمية، فإن أي تنفيذ فعلي سيتطلب تنسيقاً سياسياً وتقنياً كبيراً. وفي الوقت الراهن، يبقى هذا التطور في إطار التكهنات، فيما يرجح أن ينتظر المستثمرون ومراقبو القطاع إشارات أوضح قبل استخلاص استنتاجات بشأن نوايا روسيا أو مستقبل استخدام محطة زابوريجيا.