رئيس التداول خارج المنصات في بكين سونغ شيجيه يخسر أصوله في بريطانيا وأمريكا بسبب عملية احتيال

برزت قضية إنفاذ القانون بحق سونغ شيجيه إلى العلن اليوم، 5 سبتمبر 2025. وكان سونغ سابقاً أكبر مدير للتداول بالهامش خارج المنصات (OTC) في بكين. وبحسب صحيفة “كايشين”، فقد سلّم شيجيه بالفعل ما يقارب 200 مليون يوان إلى السلطات في بريطانيا والولايات المتحدة، أي ما يعادل نحو 27.5 مليون دولار أمريكي. وفي ما يلي تفاصيل أوضح:

مصادرة الأصول في لندن

أكدت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA) في بريطانيا مصادرة أصول تقدر بنحو 161 مليون يوان (22.7 مليون دولار) تعود لشيجيه. وشملت الأصول:

• منزل فاخر في وستمنستر
• ست شقق في منطقة هندون
• أموال مودعة في حساب مصرفي بريطاني

كما أن غسل الأموال عبر أسواق العقارات في لندن كان تحت مجهر الجهات التنظيمية منذ فترة، وهذه القضية تسلط الضوء على كيفية تحوّل العاصمة البريطانية إلى مركز لجرائم مالية ضخمة. أما في الجهة المقابلة من الأطلسي، فقد استهدفت السلطات الأمريكية أصول سونغ من العملات المشفرة. وأظهرت وثائق قضائية صادرة عن محكمة في أورلاندو بولاية فلوريدا في مارس 2025 أن شيجيه خسر ثلاثة حسابات على منصة “بينانس” تضم ما قيمته 10 ملايين دولار.

صلات بعمليات احتيال العملات المشفرة

تبرز أهمية القضية لكونها تكشف التداخل بين الاحتيال المالي التقليدي والاحتيال المرتبط بالعملات المشفرة. فقد تورط سونغ في تداول أوراق مالية غير قانونية وتقديم قروض بالهامش خارج المنصات في الصين. وإلى جانب ذلك، وقع في شبكة عمليات الاحتيال المعروفة بـ”屠宰 الخنازير” أو “Pig Butchering”، وهي عمليات احتيال مرتبطة بالعملات المشفرة شهدت انتشاراً عالمياً واسعاً خلال السنوات الأخيرة.

وتُظهر إحصاءات أمريكية أن عمليات الاحتيال الاستثماري المرتبطة بهذه الظاهرة تسببت بخسائر بلغت 3.9 مليار دولار في عام 2023، أي بزيادة تقارب 2000% منذ 2019. وتجميد حسابات سونغ على “بينانس” يشير إلى أن وكالات إنفاذ القانون باتت قادرة على تعقب ومصادرة الأصول المشفرة المرتبطة بمثل هذه الأنشطة بسهولة أكبر.

لماذا تكتسب قضية شيجيه أهمية؟

• قيمة الأصول: تُعد أكبر عملية مصادرة عابرة للحدود مرتبطة بالاحتيال في العملات المشفرة خلال السنوات الأخيرة، بإجمالي يتجاوز 32 مليون دولار.
• التعاون الدولي: العملية المشتركة بين الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا، المحاكم الأمريكية، ووزارة الأمن العام في الصين تمثل واحدة من أندر العمليات الثلاثية لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة.
• التركيز على “Pig Butchering”: ربط القضية بهذا النوع من الاحتيال، الذي وقع ضحيته أفراد حول العالم، يسلّط الضوء أكثر على أحد أخطر اتجاهات الاحتيال في مجال العملات المشفرة.

من المتوقع أن تؤثر هذه القضية على التوجهات التنظيمية عالمياً. فإطار “MiCA” عزز بالفعل الرقابة داخل الاتحاد الأوروبي، بينما كثفت الجهات التنظيمية الأمريكية ضغوطها على منصات التداول لتعزيز الامتثال. كما أن الدور الصيني يشير إلى أن بكين باتت أكثر استعداداً للتعاون مع دول أخرى للحد من هروب رؤوس الأموال والأنشطة غير القانونية في سوق العملات المشفرة.