تنويع الأصول يصبح الدافع الرئيسي للمستثمرين في العملات المشفّرة

أظهر استطلاع حديث أجراه بنك Sygnum أن عدداً متزايداً من المستثمرين يتجهون إلى العملات المشفّرة بهدف تنويع محافظهم. وللمرة الأولى، يتصدر التنويع قائمة دوافع الاستثمار متقدماً على تحقيق المكاسب طويلة الأجل. وبحسب الاستطلاع، قال 57% من المشاركين إن هذا هو الدافع الأساسي لهم.

أسباب تغيّر توجهات المستثمرين

في السابق، كان معظم المستثمرين يشترون العملات المشفّرة بهدف تحقيق نمو طويل الأجل، على أمل أن ترتفع قيمة أصول مثل بيتكوين أو إيثريوم مع مرور الوقت. لكن التقلبات الأخيرة في السوق، وارتفاع التضخم، وعدم اليقين العالمي دفعوا المستثمرين إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم.

يرى كثيرون اليوم أن العملات المشفّرة وسيلة لتوزيع المخاطر. فإضافة الأصول الرقمية إلى المحافظ تساعد في الحد من تأثير الهبوط المفاجئ في الأسهم أو السندات التقليدية. كما يساهم التنويع في موازنة المكاسب والخسائر، مما يجعل الاستثمار أكثر أماناً. فوق ذلك، ينظر بعض المستثمرين إلى العملات المشفّرة كأداة تحوّط ضد عدم الاستقرار الاقتصادي.

أبرز نتائج الاستطلاع

كشف استطلاع Sygnum Bank عن مجموعة من الاتجاهات:

57% من المستثمرين يشترون العملات المشفّرة حالياً بهدف التنويع.

انخفاض نسبة المستثمرين الذين يركزون فقط على النمو السعري طويل الأجل.

تشمل الدوافع الأخرى الفضول تجاه البلوكشين، والاهتمام بالتمويل اللامركزي (DeFi)، والتحوّط من التضخم.

وبذلك، تتحول العملات المشفّرة تدريجياً إلى عنصر استراتيجي في التخطيط المالي، وليس مجرد أداة للربح السريع. كما بدأ المستثمرون في التعامل مع الأصول الرقمية بقدر أكبر من الانضباط والتفكير.

لماذا يُعدّ التنويع مهماً؟

تواجه الأسواق العالمية تحديات متزايدة في الفترة الأخيرة. فارتفاع التضخم وتغيّر أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية جعلت الأصول التقليدية أقل قابلية للتنبؤ. ومن ثم، يساعد إدراج العملات المشفّرة ضمن المحفظة على توزيع المخاطر عبر فئات متعددة من الأصول.

تتحرك العملات الرقمية بطريقة تختلف عن الأسهم أو السندات. إذ تعتمد أسعارها على نمو الشبكات، ومستوى الاعتماد، والتحديثات التقنية. على سبيل المثال، قد يتحرك سعر بيتكوين أو إيثريوم بشكل مستقل عن سوق الأسهم. وهذا السلوك غير المرتبط يجعل العملات المشفّرة أداة قيّمة للتنويع، ويمكن أن يعزز استقرار المحفظة على المدى الطويل.

ما الذي يعنيه ذلك للمستثمرين؟

مع تزايد استخدام العملات المشفّرة لأغراض التنويع، قد تتغير أنماط التداول. فقد يتجه المستثمرون إلى الاحتفاظ بمجموعة أوسع من العملات بدلاً من التركيز على عدد قليل من الأصول الشهيرة. كما قد يبدأ المستشارون الماليون في التوصية بالأصول الرقمية كجزء أساسي من المحافظ المتوازنة. ونتيجة لذلك، قد تصبح العملات المشفّرة أداة رئيسية في الاستثمار الاستراتيجي.

الخلاصة

أصبح التنويع اليوم الدافع الأهم وراء الاستثمار في العملات المشفّرة. ويعكس ذلك اتجاهاً أكثر حذراً واستراتيجية لدى المستثمرين. وفي الوقت نفسه، يستمر سوق الأصول الرقمية في التطور، وقد يصبح إدراج العملات المشفّرة في المحافظ أسلوباً شائعاً لحماية الثروة وإدارة المخاطر.