تضاعف تعرّض الشركات لبيتكوين في عام 2025 ليصل إلى أكثر من 105 مليارات دولار

شهدت استثمارات الشركات في بيتكوين قفزة جديدة في عام 2025، مع تجاوز حيازات الشركات المدرجة 1.05 مليون بيتكوين، بما يعادل نحو 105 مليارات دولار. كما ارتفع عدد الشركات المدرجة التي تحتفظ ببيتكوين في ميزانياتها من 74 إلى 207 منذ بداية العام، أي زيادة قدرها 180 %. ووفقاً لبيانات موقع BitcoinTreasuries.net، يعكس هذا النمو مرحلة جديدة من تبنّي المؤسسات، حيث يُنظر إلى بيتكوين بشكل متزايد ليس فقط كأصل استثماري، بل كاحتياطي استراتيجي ضمن ميزانيات الشركات.

الشركات العامة تقود المسار

يعكس الارتفاع الحاد في تعرّض الشركات العامة لبيتكوين تنامي الثقة في إمكانات الأصل على المدى الطويل. فقد بدأت شركات تعمل في قطاعات التكنولوجيا والتمويل والطاقة بتخصيص جزء من خزائنها لبيتكوين، على خطى الشركات المبكرة في هذا المجال مثل MicroStrategy وTesla وRiot Platforms.

وفقاً للتصنيف الصادر عن BitcoinTreasuries.net، تتصدر MicroStrategy القائمة بحيازات تبلغ 640,808 بيتكوين، وهي الأكبر بفارق كبير بين الشركات العالمية. وقد حوّلتها استراتيجيتها العدوانية في التراكم إلى ما يصفه البعض بأنه «صندوق ETF لبيتكوين مقنّع يتم تداوله علناً».

وتأتي بعدها شركات التعدين مثل MARA Holdings وRiot Platforms، التي تحتفظ باحتياطيات كبيرة من عمليات التعدين الخاصة بها. وتشمل الجهات البارزة الأخرى Twenty One Capital، وهي شركة استثمارية تركز على بيتكوين، بالإضافة إلى شركة Metaplanet اليابانية التي لُقّبت بـ«MicroStrategy آسيا» بسبب نهجها المشابه في إدارة الخزينة.

توجه عالمي تقوده صناديق ETF وتحسّن وصول المؤسسات

يعود زخم عام 2025 بشكل كبير إلى صعود صناديق ETF الفورية لبيتكوين وتحسّن الوضوح التنظيمي في الأسواق الكبرى. ومع اكتساب المستثمرين التقليديين إمكانية التعرض للأصل عبر قنوات منظمة، اتبعت الشركات النهج نفسه وأدرجت بيتكوين ضمن استراتيجيات رأس المال الخاصة بها. وتمتلك صناديق ETF وغيرها من الصناديق الآن الحصة الأكبر من إجمالي بيتكوين المحتفظ بها في الخزائن.

وتأتي بعدها الشركات العامة والحكومات. ووفقاً لأحدث البيانات، بلغ إجمالي ما تحتفظ به جميع الخزائن 4.05 ملايين بيتكوين، ما يعكس نمواً بنسبة 13.68 % خلال 30 يوماً فقط. ويعكس هذا التراكم المتزايد قناعة متنامية بأن بيتكوين أصبحت أداة تحوط استراتيجية ضد التضخم، نتيجة تراجع قيمة العملات التقليدية والتقلبات المالية.

ثقة الشركات تتعزز رغم تقلبات السوق

على الرغم من تقلبات الأسعار الدورية، تواصل قناعة الشركات تجاه بيتكوين التعمق. فقد انتقلت العديد من الشركات من برامج تجريبية حذرة إلى استراتيجيات احتفاظ طويلة الأجل، معتبرةً بيتكوين مخزناً للقيمة يتفوق على الاحتياطيات النقدية. ومع تشديد السياسات النقدية عالمياً واستمرار مخاوف التضخم، يبدو أن مزيداً من الشركات تتجه لاعتماد النهج نفسه، بخفض تعرضها للعملات التقليدية وإعادة تخصيص رأس المال نحو الأصول الرقمية.

ومع تجاوز حيازات الشركات العامة 105 مليارات دولار، تطوّر دور بيتكوين في التمويل المؤسسي من أصل مضاربي إلى أداة مالية معترف بها. ولا تظهر هذه الظاهرة أي بوادر للتباطؤ، وإذا استمر التبني بالمعدل الحالي، فقد يكون عام 2026 هو العام الذي تصبح فيه بيتكوين عنصراً أساسياً في الميزانيات العالمية.