تدفقات بيتكوين تصل إلى 625 مليار دولار في 1.5 عام متجاوزة إجمالي الأعوام الـ15 السابقة

تُظهر بيتكوين مجددًا قوتها مع بيانات جديدة تسلّط الضوء على تدفقات ضخمة إلى الشبكة. فقد شارك كي يونغ جو، الرئيس التنفيذي لمنصة «كريبتوكوانت»، أرقامًا تكشف حجم رؤوس الأموال التي دخلت إلى بيتكوين عبر السنوات. فمن عام 2009 إلى 2024، شهدت بيتكوين تدفقات على السلسلة بقيمة 435 مليار دولار. ومن 2024 حتى منتصف 2025، قفزت التدفقات الرأسمالية إلى 625 مليار دولار. هذا الارتفاع الحاد يوضح مدى سرعة تدفق أموال المستثمرين المؤسسيين والأفراد إلى الأصل، مع ازدياد قناعتهم مقارنة بالدورات السابقة.

القيمة السوقية المحققة تُظهر النمو الحقيقي للاستثمار

شارك جو مخططًا يركّز على «القيمة السوقية المحققة»، وهي مقياس أعمق من القيمة السوقية التقليدية. فبينما تضرب القيمة السوقية سعر بيتكوين في المعروض المتداول، تُقيّم القيمة المحققة كل عملة بالسعر الذي تحركت به آخر مرة على السلسلة. وباختصار، فهي تقيس المبلغ الحقيقي الذي ضخه المستثمرون في الشبكة.

وبالنظر إلى المخطط، فقد تجاوزت القيمة السوقية المحققة لبيتكوين الآن حاجز التريليون دولار لأول مرة. ويُظهر هذا النمو أن رأس المال يبقى عالقًا في النظام حتى عند انخفاض الأسعار، بخلاف التقلبات المضاربية. فالقيمة المحققة ترتفع بوتيرة أكثر استقرارًا، ما يعكس قناعة طويلة الأجل من المستثمرين. خلال موجة الصعود في 2017، قفز سعر بيتكوين بسرعة، لكن القيمة المحققة نمت تدريجيًا. وعندما تراجعت الأسعار، بقيت القيمة المحققة مستقرة، ما يدل على أن جزءًا كبيرًا من رأس المال ظل في مكانه. وتكرر النمط نفسه في 2021، حيث ارتفعت القيمة المحققة بشكل ملحوظ رغم أن السعر صحّح لاحقًا.

وفي سوق الهبوط بين 2022 و2023، انخفضت الأسعار بشدة، لكن القيمة المحققة بالكاد تراجعت، ما يعني أن حاملي المدى الطويل ظلوا متمسكين بأصولهم ورفضوا البيع بخسارة. والآن، مع عودة بيتكوين فوق 115 ألف دولار في 2025، تسجل القيمة المحققة قممًا جديدة وتؤكد أن السوق أقوى من أي وقت مضى.

الرسوم البيانية الفنية تشير إلى زخم قوي

في حين يسلّط مخطط القيمة المحققة الضوء على الصورة طويلة الأجل، يراقب المتداولون أيضًا إشارات المدى القصير. فقد شارك المحلل أكسل أدلر جونيور مخططًا قائمًا على الزخم يُظهر أن بيتكوين تحافظ على موقعها عند 116,400 دولار، أي عند الحد العلوي لقناة تداول رئيسية.

ويتضمن المخطط عدة مؤشرات تشير إلى زخم صعودي مستمر. فإشارة الزخم عند 0.8 حاليًا، ما يدل على اتجاه صاعد قوي. وفي الوقت نفسه، تُظهر مؤشرات تغير البنية أسهمًا خضراء، وهي علامة صعودية تدل على أن الاتجاه يميل أكثر نحو المشترين. كما تتم مراقبة مناطق السيولة عن كثب، وهي مناطق تشهد نشاط شراء أو بيع كثيف، وقدرة بيتكوين على البقاء فوقها تعزز ثقة السوق. ويرى أدلر أن الزخم الحالي قد يستمر إذا حافظ السعر على هذه المستويات.

قرار الاحتياطي الفيدرالي قد يكون محفزًا

رغم قوة بيانات السلسلة والإشارات الفنية الصعودية، ينتظر المتداولون الآن حدثًا اقتصاديا مهما. فمن المقرر أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قراره بشأن أسعار الفائدة في 17 سبتمبر عند الساعة 2:00 ظهرًا بتوقيت الساحل الشرقي. وتتوقع الأسواق احتمال خفض للفائدة، وإذا تأكد ذلك فقد يضيف مزيدًا من الوقود لمسيرة بيتكوين الصعودية. إذ غالبًا ما يؤدي خفض الفائدة إلى تقليل العوائد على الاستثمارات التقليدية مثل السندات.

وهذا يدفع المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر مثل بيتكوين. وقد يشجع قرار داعم من الفيدرالي على مزيد من تدفق رؤوس الأموال، ما يطيل الدورة الصعودية الحالية. وعلى الجانب الآخر، إذا أبقى الفيدرالي على الفائدة دون تغيير، فقد يشهد السوق تقلبات قصيرة الأجل مع تعديل التوقعات. ومع ذلك، ومع تسجيل القيمة المحققة مستويات قياسية، تظل الصورة طويلة الأجل لبيتكوين قوية.

سوق عند مفترق طرق

تعكس البيانات قصة واضحة: بيتكوين لم تعد تتحرك بدافع المضاربة فقط، بل تتدفق رؤوس أموال حقيقية إلى الشبكة بوتيرة قياسية. فتدفقات بقيمة 625 مليار دولار في أقل من عامين تُبرز ضخامة هذه الدورة مقارنة بالسابق. وفي الوقت نفسه، تؤكد الإشارات الفنية وجود زخم صعودي قوي، وقد توفر الظروف الاقتصادية دفعة إضافية.

ومع اقتراب قرار الفيدرالي، تقف بيتكوين عند لحظة حاسمة. سواء تم خفض الفائدة أم لا، تُظهر القيمة المحققة المتصاعدة أن قناعة المستثمرين تزداد قوة. وكما أظهرت التجربة، قد يتقلب سعر بيتكوين بشدة في الأجل القصير، لكن النمو المستمر في القيمة المحققة يكشف حقيقة أعمق: إن قاعدة رأس المال الداعمة لبيتكوين أصبحت أكبر وأكثر متانة من أي وقت مضى.