تباين نادر بين بتكوين وإيثريوم يثير الحذر، بحسب محلل في VanEck

أثار تباين نادر في أداء بتكوين (BTC) مقابل إيثريوم (ETH) قلق المتداولين والمحللين. ويرى محلل VanEck، ماثيو سيغل، أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 2021 التي تؤدي فيها تراجعات كبيرة في بتكوين وإيثريوم إلى إظهار قوة نسبية في إيثريوم. وجاء هذا التحرك الغريب بعد هبوط ظاهر في بتكوين بأكثر من 10% في يوم واحد، بينما لم تسجل إيثريوم تراجعاً مماثلاً. ومنذ عام 2020، لم تحدث مثل هذه التباينات سوى في 52 يوماً تداولياً، أي ما يعادل نحو 2.7% من الأيام خلال تلك الفترة، ما يجعل هذه الظاهرة السوقية عاملاً جديراً بالمتابعة.

البيانات التاريخية وسلوك السوق

أوضح سيغل أنه تاريخياً، عندما تحدث مثل هذه التباينات، فإنها غالباً ما تمهّد لفترات أطول من التقلبات. وتشير البيانات التاريخية إلى أن العوائد تكون متواضعة في الأيام السبعة التالية، وضعيفة في الثلاثين يوماً اللاحقة، بمتوسط 2.8% و15.6% على التوالي بعد الحدث. في المقابل، حققت إيثريوم أداءً قوياً على المدى القصير، إذ بلغ متوسط أدائها +6.4% خلال سبعة أيام، لكنه عاد للانخفاض إلى -8.4% خلال ثلاثين يوماً. هذه الأرقام توضح أن إيثريوم قد تظهر قوة مؤقتة، إلا أن الأداء العام للسوق قد يظل ضعيفاً.

ويرى باحثون في السوق أن أسباب هذا التباين متعددة، من بينها التحوط المؤسسي، وتصفيات المراكز المبنية على الرافعة المالية، إضافة إلى الشعبية المتزايدة لإيثريوم في مجال التمويل اللامركزي (DeFi) وعقود التخزين. كما أن سوق العملات المشفّرة ككل تعرض بالفعل لاستنزاف كبير في رأس المال منذ ذروته، حيث تراجعت القيمة الإجمالية إلى 3.4 تريليون دولار في الربع الأول من عام 2025. إلى جانب ذلك، زادت العوامل الكلية الخارجية مثل الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة من حالة عدم اليقين في السوق.

رؤية المحللين والمستويات السعرية المهمة

قال ماثيو سيغل، المستثمر في بتكوين والمتداول في العقود المستقبلية، إنه يعتبر هذا التباين إشارة هابطة للسوق ككل. وأشار إلى وجود مناطق دعم مهمة لكل من بتكوين وإيثريوم عند نحو 110-115 ألفاً، ومستويات مقاومة عند 3,200-3,300 على التوالي. ويرى أن التدفقات المؤسسية، وتحركات الحيتان، وحتى الإعلانات التنظيمية، جميعها عناصر محورية قد تساعد في الحفاظ على قوة إيثريوم الحالية أو دفعها إلى تصحيح يتماشى مع اتجاه السوق الأوسع.

ورغم أن الأداء قصير الأجل يعكس نوعاً من الصمود، إلا أن التاريخ يشير إلى ضرورة توخي الحذر من جانب المتداولين. فكل من الأصلين يظل عرضة لتغيرات في مشهد السيولة العالمية والبيئة التنظيمية. ويتوقع المحللون استمرار التقلبات خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال ظهور تأثيرات جانبية على العملات البديلة، ومنصات التخزين، وأسواق المشتقات. وفي الوقت الراهن، أثار هذا التباين نقاشاً حول ما إذا كانت إيثريوم قادرة على الانفصال عن الضغوط البيعية التي تواجه بتكوين، أم أن تحركات السوق الأوسع ستجذبها مجدداً إلى المسار نفسه.