الأرجنتين تحصل على مركبات سترايكر المدرعة الأمريكية الصنع في صفقة دفاعية كبرى

تدخل الأرجنتين حقبة جديدة من التحديث العسكري باتفاقية دفاعية جديدة تُزوّد ​​قواتها المسلحة بمركبات سترايكر 8×8 المدرعة أمريكية الصنع. وُقّعت الاتفاقية في واشنطن العاصمة، خلال لقاء وزير الدفاع الأرجنتيني لويس بيتري بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في البنتاغون. وأكد الاتفاقية المعلق العسكري ماريو نوفل ومصادر رسمية مقربة من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.

تشمل المرحلة الأولى من الاتفاقية تسليم ثماني مركبات سترايكر، ومن المتوقع أن يتم تسليم المزيد خلال المفاوضات المستقبلية. هذه المصافحة وتوقيع الوثائق تعد نقطة تحول استراتيجية في سياسة الدفاع للأرجنتين، حيث تتناغم هذه السياسة بشكل وثيق مع شركائها الغربيين وتهدف إلى تحديث العتاد القديم.

قفزة كبيرة للقوات البرية الأرجنتينية

سترايكر ليست مجرد وسيلة عسكرية تقليدية. إنها منصة سريعة، ذات حركة عالية وتحصين كبير، تتمتع بالقدرة على تنفيذ مهام متنوعة في ميدان المعركة. تصميمها ذو العجلات 8×8 يمنحها القدرة على التنقل في التضاريس الصعبة، بينما يتيح هيكلها القياسي تكييف أنظمة الأسلحة المختلفة واحتياجات المهام المتنوعة.

أعلنت وزارة الدفاع الأرجنتينية أن العربات ستُستعمل في المهام العسكرية وفي الظروف الطارئة. تحتاج تضاريس البلاد المتنوعة، بدءًا من جبال الأنديز الوعرة وصولاً إلى السهول الريفية الشاسعة، إلى معدات متطورة ومرنة، وهذا ما توفره مركبة سترايكر. وصف وزير الدفاع بيتري صفقة الشراء بأنها خطوة حاسمة في «إعادة وضع الأرجنتين كشريك دفاعي موثوق به على الساحة العالمية».

تعزيز العلاقات الأرجنتينية الأمريكية في ظل ميلي

هذه الصفقة تشير أيضًا إلى تحول أعمق في السياسة الخارجية الأرجنتينية. منذ تسلمه المنصب، عبّر الرئيس خافيير ميلي عن رغبته في تقوية الروابط مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين. تعتبر صفقة سترايكر من بين أبرز ثمار هذه الاستراتيجية حتى اللحظة. بينما اتبعت الحكومات الأرجنتينية السابقة سياسة أكثر حيادية أو تركزت على أمريكا الجنوبية، فإن حكومة ميلي تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز التعاون الدفاعي والتجاري والدبلوماسي مع العاصمة الأمريكية. ويرى المسؤولون الأمريكيون أن الأرجنتين هي شريك رئيسي في تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة أمريكا اللاتينية

أكثر من مجرد ثماني مركبات

على الرغم من أن الصفقة الأولية تتضمن فقط ثماني وحدات سترايكر، إلا أن كلا الطرفين قد أشار إلى احتمال تسليم المزيد. تجرى في الوقت الراهن محادثات حول تعزيز التعاون الدفاعي، وإجراء التدريبات العسكرية المشتركة، وابتكار برامج التدريب، وتبادل التكنولوجيا. بدخولها هذه الاتفاقية، تفتح الأرجنتين أيضًا الباب أمام الانضمام مستقبلًا إلى مبادرات دفاعية أمريكية أوسع نطاقًا في المنطقة. وقد يشمل ذلك أنظمة دعم لوجستي، وبرامج تشغيل متبادل، وأطرًا لتبادل المعلومات الاستخباراتية

رؤية عسكرية حديثة للأرجنتين

بالنسبة للأرجنتين، هذا أكثر من مجرد شراء مركبة، بل هو إشارة إلى نوايا حسنة. فإدارة ميلي تتحرك بسرعة لتحديث القوات المسلحة، وإعادة بناء الثقة مع شركاء الدفاع العالميين، وجعل الأرجنتين طرفًا أكثر كفاءة في الأمن الإقليمي.

في سياق عالمي حيث تكتسب الجاهزية الدفاعية أهمية قصوى، يتضمن النهج الجديد للأرجنتين نحو المستقبل إدخال تقنيات متطورة، إبرام تحالفات جديدة، وإعادة هيكلة استراتيجية. صفقة سترايكر تعد مجرد بداية لخطوات متعددة قد تساهم في إنشاء جيش أقوى وأكثر استجابة في السنوات المقبلة.