ارتفاع نشاط الإيثريوم إلى مستويات قياسية وسط انخفاض في الرسوم

حقق الإيثريوم إنجازاً جديداً مهماً، إذ أظهرت بيانات منصة «Token Terminal» أن معاملات الطبقة الأولى (L1) وعدد العناوين النشطة الفريدة على شبكة الإيثريوم قد بلغت مستويات غير مسبوقة، ما يعكس موجة جديدة من النشاط على الشبكة. المثير في الأمر أن هذا النمو في نشاط الإيثريوم جاء في وقت ما زالت فيه رسوم الغاز بالقرب من أدنى مستوياتها التاريخية، وهو أمر نادر في أكثر شبكات البلوكشين ازدحاماً في العالم.

هذا التطور أثار حماس المتداولين والمطورين والمستثمرين على المدى الطويل، إذ عادة ما يؤدي ارتفاع عدد المعاملات في شبكة الإيثريوم إلى ازدحام الشبكة وارتفاع رسوم الغاز، مما يثقل كاهل المستخدمين عند التفاعل مع التطبيقات اللامركزية. غير أن الزيادة الحالية في النشاط رافقها تحسّن في الكفاءة، ما يتيح للمستخدمين تنفيذ المعاملات دون مواجهة الرسوم المرتفعة المعتادة التي ترافق عادة استخدام التطبيقات اللامركزية.

⚡️ NOW: Ethereum L1 transactions and active addresses hit all-time highs while gas fees remain near all-time lows, per Token Terminal. pic.twitter.com/IfJaecZ9sV

— Cointelegraph (@Cointelegraph) October 30, 2025

نمو قياسي عبر الطبقة الأساسية لشبكة الإيثريوم

تشير التحليلات الخاصة بشبكة الإيثريوم الرئيسية إلى ارتفاع ملحوظ في كلٍّ من معدل المعاملات اليومية وعدد العناوين النشطة الفريدة. وبحسب بيانات شركات التحليل، تجاوزت معاملات الإيثريوم المتوسطات الشهرية السابقة والتاريخية بفارق كبير، إذ تُجرى ملايين التحويلات يومياً على الشبكة.

هذا النمو يعكس تجدد الاهتمام بالبروتوكولات العاملة على السلسلة مثل التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، بالإضافة إلى حلول التوسّع من الطبقة الثانية (Layer 2). كما أدى النشاط المتزايد في التطبيقات والمجالات الأخرى إلى رفع مستوى تفاعل المستخدمين على السلسلة، مما أدى إلى تسجيل وتيرة قياسية للنشاط على شبكة الإيثريوم.

علاوة على ذلك، لاحظ المطورون زيادة في استخدام حلول الـ«Roll-up» وغيرها من تصاميم العقود الذكية المطوّرة، والتي تعزز الكفاءة وتخفض رسوم الغاز دون التسبب في انفجار كبير في حجم المعاملات.

انخفاض رسوم الغاز رغم زيادة الطلب

من أبرز النتائج المفاجئة لهذا الارتفاع في النشاط هو استمرار انخفاض رسوم الغاز على شبكة الإيثريوم. فغالباً ما كانت فترات ازدحام الشبكة تؤدي إلى ارتفاع الرسوم، خصوصاً خلال موجات التداول الكثيف أو عمليات سكّ الرموز غير القابلة للاستبدال. لكن هذه المرة، بقيت رسوم الغاز بالقرب من أدنى مستوياتها رغم أن الشبكة تمرّ بأكثر فتراتها نشاطاً على الإطلاق.

ويرى المحللون أن هذا يعود إلى عدة عوامل، أبرزها صعود شبكات الطبقة الثانية مثل «Arbitrum» و«Optimism» و«Base». فهذه الحلول التقنية تُجري المعاملات خارج السلسلة الرئيسية، ثم تُجمِّعها وتُسويها دفعة واحدة على شبكة الإيثريوم الرئيسية، ما يخفف الضغط عن الطبقة الأولى. ونتيجة لذلك، يستمر المستخدمون في الاستفادة من معاملات سلسة ومنخفضة التكلفة حتى خلال فترات الذروة.

هذا التوازن المنظَّم بين النشاط العالي والرسوم المنخفضة يُعدّ دليلاً على نضوج وتطور بنية الإيثريوم التحتية. كما يُظهر أن التحولات الجوهرية التي شهدتها الشبكة، مثل الانتقال من نظام «إثبات العمل» إلى «إثبات الحصّة» واعتماد مقترح التحسين «EIP-4844» (المعروف باسم «proto-danksharding»)، بدأت تؤتي ثمارها فعلاً.

مستقبل الإيثريوم يبدو واعداً

مع الارتفاع الكبير في النشاط على سلسلة الإيثريوم، سيكون التحدي القادم هو ضمان استمرار هذا النشاط على نحوٍ مستدام. ولتحقيق أداء موثوق دون المساس باللامركزية، سيكون من الضروري أن تواصل حلول التوسّع من الطبقة الثانية إلى جانب التحديثات التقنية على شبكة الإيثريوم دعم وتحسين الأداء على السلسلة.

بالنسبة للمستخدمين، تمثل هذه المرحلة فرصة فريدة، إذ يمكن التفاعل على السلسلة بكفاءة وبتكلفة منخفضة. وإذا استمرت هذه الاتجاهات مع بقاء رسوم الغاز منخفضة، فقد يواصل الإيثريوم تسجيل أرقام قياسية جديدة في المشاركة والتكلفة المنخفضة، مما قد يعزز استدامته على المدى الطويل.